الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 25 نوفمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
رَّد النفس
"يرُّد نفسي يهديني إلى سُبل البر من أجل اسمه"
(مز 23: 3 )
بعد قيامته من الأموات كان أول شيء فعله الرب أنه أرسل رسالة فيها ذكر بطرس صراحة وعن قصد (مر 16: 7 ) . وبعد هذا كانت له مقابلة خاصة معه (مر 16: 7 ) . إن الرب له كلماته الخاصة لكل واحد من خاصته، كلمات مقصود بها الشخص الذي إليه قد وجهت.

لكن بعد ذلك نجد تلك المقابلة على بحيرة طبرية، والتي كانت بالنسبة لبطرس مؤلمة جداً ومباركة جداً في نفس الوقت.

أليس من الممكن أن نقول أن هذا الإذلال العلني لبطرس، الذي نقرأ عنه في يوحنا 21 لم يَعد لازماً؟ وعندما نفكر فيه ملياً، ألا نظن أنه أمر غير محبب؟ لقد رجع بطرس إلى نفسه، أليس كذلك؟ وقد بكى بكاءً مراً، ألم يفعل ذلك؟

لكن الرب تبارك اسمه، الذي مع معرفته الكاملة للقلب البشرى، له أيضاً المحبة الكاملة لخاصته، وهو يُظهر ذلك بحكمة فائقة. عرف ما هو أفضل بالنسبة لبطرس. وعندما وصل بطرس إلى درجة الحكم على الذات، أي ليس يدين فقط فعله، لكنه يدين نفسه أيضاً. حينئذ أمكن للرب أن يردُّه تماماً وأن يرسله ليرعى غنمه وأن يُطعم حملانه وغنمه. هذه هي خدمة الرب كشفيعنا عند الآب.

أين كنا نكون إذا لم يكن هو كالشفيع لنا؟ إن كل فكرة خاطئة، وكل كلمة عاطلة، وكل عمل بالاستقلال عنه (أي فعل الإرادة الذاتية) يقطع شركتنا. ولا يمكن استعادة هذه الشركة إلا بالاعتراف بالشر والحكم على الذات.

إن شفيعنا يطلب لأجلى قبل أن أخطئ لكي لا يفنى إيماني. إنه يتكلم إلىَّ من خلال كلمته لكي يقودني للحكم على ذاتي قبل أن أرتكب فعلاً خاطئاً واحداً. إنه ينظر إلىَّ في اللحظة المناسبة ويستخدم كتباً أقرأها أو يستخدم ظروفاً أجتاز فيها. نعم وقد يستخدم ديكاً (طائراً صغيراً) إذا لزم الأمر، ليذكرني بكلمات سيدي الذي أحبني. إنه يقودني إلى إدانة ذاتي والاعتراف بخطيتي حتى يمكنني أن أستعيد الشركة مع الآب ومع الابن.

ليتنا نسهر على حالة قلوبنا حتى لا تتعطل شركتنا معه، ويكون فرحنا هنا على الأرض كاملاً.

هـ. ل. هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net