الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 11 فبراير 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
غربلة كالحنطة
"وقال الرب سمعان .. هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم كالحنطة ولكنى طلبت من أجلك لكي لا يفنى إيمانك. وأنت متى رجعت ثبت إخوتك"
(لوقا 22: 31 ،32)
ربما قال بطرس للرب أما كان ممكناً أن لا تسمح بغربلتي. كما أن مرثا ومريم فكرتا: أما كان ممكناً أن يمنع الموت عن لعازر. صحيح أن الذي يستطيع أن يعطى إكليل الحياة يستطيع أن يحفظنا من غربلة العدو، ولكنه له المجد لا يفعل هكذا بل يسمح أن نُجرّب.

وعندما يبدأ الله أن يستخدم مؤمناً في عمله، فإنه يختار الشخص الذي قطع شوطاً طويلاً في طريق الاختبار. ولذا قيل هنا "هوذا الشيطان طلبكم لكي يغربلكم" فكان الخطر يحيق بالجميع ولكن الرب يوجه الكلام إلى بطرس ويقول "طلبت من أجلك". فالرب يختص بطرس بذلك دون باقي التلاميذ لأنه وضع نفسه في مركز الأكثر تقدماً وظهوراً. ولذا كان هو الأكثر تعرضاً للغربلة مع أن جميعهم كانوا معرضين لذلك عند موت ربنا يسوع.

حينئذ يقول له "وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك". كان الرب له المجد مزمعاً أن لا يجنب أيّاً من تلاميذه من الغربلة، ولكن بطرس كان التلميذ الذي سيتعرض لأشد أنواع التجربة ولذا صار هو الأفضل لتثبيت إخوته.

وأكثر من كل هذا، كان بطرس ملآناً من الثقة بالذات "أنا مستعد أن أمضى معك إلى السجن وإلى الموت" ولكن يُجيبه الرب "لا يصيح الديك اليوم قبل أن تنكر ثلاث مرات أنك لا تعرفني". إن الجسد العامل في بطرس قاده إلى التجربة. ولكنه عند التجربة فشل. فقد أنكر بطرس سيده مع وجوده في حضرته. كان ممكناً أن يثبّت نظره في الرب لولا أن قلبه قد تحوّل بعيداً عنه. مع أن الرب يسوع كان ناظراً إليه، ومع هذا أنكره أمام الجارية قائلاً "لست أعرفه". لقد سبق وأنذر. ولكن الرب لم يشأ أن يحفظه بواسطة القوة الإلهية في تلك اللحظة لأنه احتاج أن يتعلم اختبارياً ما هو في ذاته.

"وأنت متى رجعت ثبّت إخوتك" - وما الذي مكّنه أن يثبّت إخوته؟ لقد تعلـّم ما هو الجسد حتى لا يعتمد عليه فيما بعد. لقد تعلم أنه ليس عليه أن يفعل شيئاً سوى الثقة في الله. وما كان ممكناً له أن يثبّت إخوته إلا بعد وصوله إلى نهاية ذاته. وإذا كان المؤمن يسير وهو لا يشعر باستمرار بضعفه، فالله يتركه في مواجهة الشيطان حتى يتعلم هناك أنه ضعيف.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net