الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 26 فبراير 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الراحة تحت ظله
"تحت ظله اشتهيت أن أجلس وثمرته حلوة لحلقي"
(نش2: 3)
مَنْ منا في وسط مشغوليات الحياة المتلاحقة، لا يصبو إلى ساعة هادئة يستجم فيها ويسترد بعض قواه المنهكة؟ وأكثر من ذلك نحن نعرف أن الراحة الألذ والأشهى، هي آلتي ننعم بها في صُحبة سيدنا وربنا المحبوب الذي تحت ظله يحلو الجلوس.

كثيراً ما يُستعمل الظل رمزياً في الكتاب المقدس، وقد يختلف الرمز اختلافاً طفيفاً في تطبيق معناه، ولكنه يشير بصفة عامة إلى العتق والوقاية اللذين يهيئهما الله لأولئك الذين يثقون فيه "لأنك كنت ... ظلاً من الحر" (إش 25: 4 ) . وأيضاً "ويكون ... كظل صخرة عظيمة في أرض مُعيية" (إش 25: 4 ) . وأيضاً ذلك التشبيه الجميل بظل شجرة التفاح وورقها الأخضر وثمرتها الحلوة "كالتفاح بين شجر الوعر ... تحت ظله اشتهيت أن أجلس". والمرموز إليه في كل هذه الفصول هو هو المحبوب والمعبود من جميع المخلـَّصين. فظله وارف على الدوام، لذيذ ومُشتهى.

الظل - يا لها من صورة حية تنطق بكل معاني الراحة والاستجمام. تعال نلقى نظرة على السائح المسيحي، وقد أنهكه التعب من رمال البرية تحت وهج الشمس، فكلـّت يداه وتثاقلت خطواته وخارت قواه، وتفكر فيما تساويه رقعة صغيرة من الظل بالنسبة له. إنها الحياة عينها في نظره. وتحت ذلك الظل الرطب يستطيع ذاك الذي أشرف على الموت أن يجد راحة ويسترّد ما فقد من نشاط.

إن الظروف الحاضرة أصبحت خطراً جاثماً يهدد راحة النفس وسعادتها. ومطاليب الحياة اليومية أصبحت ضريبة فادحة لا يتحملها الوقت ولا التفكير. وكلما ازدادت صعوبات الحياة ومشغولياتها، كلما اشتهى قديسو العلي وتطلعوا إلى الراحة تحت ظله، صارخين مع عروس النشيد "أخبرني يا مَنْ تحبه نفسي أين ترعى أين تربض عند الظهيرة" (نش 1: 7 ) .

ولماذا نكد ونشقى تحت حرارة الشمس اللافحة، ورطوبة الظل قريبة منا، ولنا فيها راحة وهدوء؟ هناك تحت ظله نستطيع السكنى.

ليتنا نتذكر أنه لا يعوزنا أن نذهب بعيداً لكي نجد هذا الظل. الرب قريب وإذا وجدناه ليتنا نجلس تحته ونجعل من محضره المبارك مقامنا على الدوام.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net