الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحـد 23 إبريل 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
مجد الرب الأدبي
"احفظني يا الله لأني عليك توكلت"
(مز 16: 1 )
المزمور السادس عشر له جاذبيته الخاصة لأنه يرسم أمامنا كمالات المسيح الأدبية - ذاك الإنسان الكامل - الذي سار في طريق الحياة في هذا العالم الذي تسوده الخطية والموت وكانت حياته الكاملة ننحني حياة الاستناد والثقة، الاستناد على قوة الله والثقة في محبته.

إن الرب يسوع، كالإنسان الكامل، لم يثق في نفسه أو تطلع إلى الآخرين، سواء كانوا من الناس أو الملائكة، ليحفظوه من كل المقاومات والأخطار التي كان عليه أن يواجهها. ولم يعتمد على نفسه في تسديد مطاليبهم، إنه سلـَّم نفسه في استناد كامل على الله قائلاً "احفظني يا الله" وقد فعل هذا في ثقة كاملة قائلاً "لأني عليك توكلت". إنه استند تماماً على يد الله القوية، إذ كانت له ثقة كاملة في قلب الله الـمُحب. ففي ثقة غير محدودة بتلك المحبة المتسعة، كان ينظر إلى الله أن يحفظه.

وهو لم يكن يجهل أعداءه، أو كان غير مُبال بهم، وأمكنه أن يقول "أكثر من شعر رأسي الذين يبغضونني بلا سبب. اعتز مستهلكي أعدائي ظلماً" (مز 69: 4 ) . إنه عرف عددهم وقوتهم، وعرف غدرهم، ولكنه عرف أيضاً أن الله فوق جميع أعدائه، وليس أحد فوق الله. وفى ثقة كاملة تطلع إلى الله وحده، وأمكنه أن يقول بلغة مزمور آخر "أما أنا فإلى الله أصرخ والرب يخلصني. مساءً وصباحاً وظهراً أشكو وأنوح فيسمع صوتي" (مز 69: 4 ،17).

وهكذا في كمال طريقه، رأيناه في بعض الأوقات في ظروف واجهته - كان على حالة في منتهى الاتضاع. فلم يكن له في وقت ما أين يسند رأسه. وفى وقت آخر اعتاز إلى كأس ماء بارد. ولكن مثل هذه الامتحانات أظهرت فقط كماله الإنساني، وأمكنه أن يقول "احفظني يا الله لأني عليك توكلت" وأجاب الله لطلبته واستخدم امرأة خاطئة لتروى عطشه، وشخص آخر غير معروف ليمده بوسادة لرأسه.

ليتنا نتتبع خطوات الرب ونسأل أنفسنا: ألنا مثل هذه الثقة في محبة الآب والمسيح، حتى عند مواجهة الأعداء والمخاطر والظروف الصعبة نقول "احفظني يا الله لأني عليك توكلت"؟

هـ. سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net