الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 مايو 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
نبوة أخنوخ
"وتنبأ عن هؤلاء أيضاً أخنوخ السابع من آدم قائلاً هوذا قد جاء الرب في ربوات قديسيه ليصنع دينونة على الجميع..."
(يه 1: 14 ،15)
هذه أول نبوة في الكتاب، نبوة نطق بها أخنوخ قبل الطوفان ومُعطاة لنا في رسالة يهوذا، وهى ليست مسجلة في العهد القديم. وهناك أمور حدثت في العهد القديم لم يذكر العهد القديم شيئاً عنها، لكنها ذُكرت في العهد الجديد ومن ضمنها هذه النبوة، فيقول يهوذا "وتنبأ عن هؤلاء أيضاً أخنوخ السابع من آدم"، أعنى تكلم عن طبقة من الناس قد تميزت بالشر والفساد وهى صفة أهل العالم من بداية تاريخ الإنسان إلى نهايته. فهؤلاء الذين كانوا في أيام أخنوخ، كان مثلهم يعيشون في أيام يهوذا، كذا في وقتنا الحاضر، ويقول يهوذا إن أخنوخ تنبأ عنهم.

نحن نقرأ أن أخنوخ سار مع الله في الأيام التي امتلأ فيها هذا العالم القديم بالظلم والفساد، لكن على الرغم من ذلك نرى شخصاً يسير مع الله في حالة الانفصال عن الشر المحيط به. فقد ميز الشر وانفصل عنه، وميّز قداسة الله فسار مع الله. وقد فسر الرسول بولس عبارة "وسار أخنوخ مع الله" أنه أرضى الله، فيقول "بالإيمان نُقل أخنوخ لكي لا يرى الموت ولم يوجد لأن الله نقله. إذ قبل نقله شهد له بأنه قد أرضى الله" (عب 11: 5 ) .

ولأن أخنوخ سار مع الله وأرضى الله، سُرّ الله أن يعلن فكره له عن كيفية تعامل الله مع هذا الشر المحيط به، وهو ما تم جزئياً بقضاء الطوفان ويتم بالكامل في ظهور الرب بالمجد والقوة لكي يعاقب فجور الناس وإثمهم. فقبل أن يُقيم الرب ملكوت البر الذي تنبأت عنه نبوات العهد القديم، لابد أن يظهر أولاً بالمجد والقوة لكي ينقى ملكوته من المعاثر وفاعلي الشر.

فنبوة أخنوخ تتعلق بالظهور، لكن قبل الظهور هناك حقيقة مباركة لم يعرفها أخنوخ ولا أُعلنت في نبوات العهد القديم وإن كان أخنوخ رمزاً لها، أعنى بها حقيقة الاختطاف. فسيجيء الرب أولاً لكي ينقذ المؤمنين من الغضب الآتي ومن ساعة التجربة العتيدة أن تجرب الساكنين على الأرض (1تس 1: 10 ، رؤ3: 10). فالمجيء الذي تكلم عنه أخنوخ، تكلمت عنه نبوات العهد القديم. أما الاختطاف فهو سر لا نجد له ذكراً في نبوات العهد القديم. فالكنيسة سر لم يعلن في العهد القديم، ومجيء الرب للكنيسة سر أيضاً لم يُعرف في العهد القديم (1تس 1: 10 ) .

رشاد فكرى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net