الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 15 سبتمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عصــا الله
"وتأخذ في يدك هذه العصا التي تصنع بها الآيات. وأخذ موسى عصا الله في يده"
(خر 4: 17 ، 20)
هل تتذكر تلك العصا التي قال الرب لموسى أن يأخذها معه إلى أرض مصر، هذه العصا التي تُصنع بها الآيات، إنها عصا الله وليست عصى موسى. فهذه العصا وإن كانت لا تعبر إلا عن الجفاف والموت، إلا أنها تكلمنا عن قدرة الله وسلطانه في استخدامه لهذه الآلة الصامتة لإجراء مقاصده. أوَلـَسنا نحن أيضاً تحت سلطان ذاك الذي الكواكب في يمينه (رؤ 1: 16 ) ؟

لكن ألا نشعر مرات في قرارة نفوسنا بذبولنا الروحي وفقداننا لكل طاقة روحية، وأننا لسنا أكثر من عصا، مما يصيبنا بحالة من الضيق بل والإحباط أحياناً، وبصفة خاصة عندما تكون المسئوليات كثيرة وحتمية، مما يجعلنا نشعر شعوراً أميناً ومُخلصاً بأننا في ذلك الوقت لن نكون الآلة المناسبة التي يُسّر الله باستخدامها، لكننا نجد نعمة الله الفائقة تستخدمنا في مثل هذه الأحوال، كما استخدم الله العصا تماماً لأنها عصاه هو. وكذلك نحن له هو. وهل تراجع الرب عن استخدامه لموسى رغم قولته الشهيرة "أرسل بيد مَنْ تُرسل"؟ كلا، فالرب لا يتراجع عن قصده من نحو الآلات البشرية التي قصد في نعمته وسلطانه أن يستخدمها لمجده. كما أنه في نعمته يفيض في قلوبنا بكلمات تنطق بها شفاه كانت منذ قليل تستعفي من الكلام. بل والأعجب أن نرى التأثيرات المباركة التي لتلك الكلمات التي قيلت في ضعف، فنندهش لتلك النعمة الإلهية التي لا يمكن للعقل البشرى أن يدركها.

والرب حين يستخدمنا في مثل هذه الأحوال، يزيل من قلوبنا الإحساس بما نحن عليه، ويحولنا إلى الإحساس بمَنْ هو الله في نعمته وسلطانه الذي يعمل الكل لمجد اسمه العظيم فتُنعش قلوبنا وتنهض أرواحنا لتأدية الشهادة والخدمة، لا عما نعرفه عن الرب، بل بما اختبرته قلوبنا عن نعمته ومحبته، فله كل المجد.



أنجز ياربي قصدك بي

فــإن قلبــي واهِ جريــح

امـلأ حياتــي بروحــــك

كي يتجلى فيّ المسيح



جوزيف وسلى
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net