الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 2 سبتمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ترنيمة الشفاء
"حينئذ ترنم إسرائيل بهذا النشيد، اصعدي أيتها البئر أجيبوا لها. بئر حفرها رؤساء، حفرها شرفاء الشعب بصولجان، بعصيهم"
(عد 21: 17 ، 18)
يَرِد هذا النشيد بعد لدغة الحيات الـمُحرقة لبنى إسرائيل في البرية، نتيجة تذمرهم على الله وعلى موسى "قائلين لماذا أصعدتمانا من مصر لنموت في البرية لأنه لا خبز ولا ماء وقد كرهت أنفسنا الطعام السخيف" (عد 21: 5 ) . "فقال الرب لموسى اصنع لك حية مُحرقة وضعها على راية. فكل مَنْ لـُدغ ونظر إليها يحيا" (ع8). وإذ تم وقف سُم الحيات في الملدوغين وتم الشفاء ووصلت إليهم الحياة في لحظة "حينئذ ترنم إسرائيل بهذا النشيد.

وهذا رمز لأحد أوجه عمل المسيح على الصليب وهو شفاؤنا من مرض الخطية بخلق طبيعة مقدسة سماوية فينا.

ما أروع المباينة بين أول الإصحاح (عدد21) ونهايته. في بدايته نجد التذمر والقضاء واللدغات والبكاء والموت، ولكن إذ ظهر في المشهد مجرد رمز للمسيح، جاء الترنم والتسبيح والفرح في الرب المقترن بالشفاء، ووصول الحياة للمشرفين على الموت. والترنيمة تتضمن حقائق مجيدة:

أولاً: صعود المسيح - لم يكن ممكناً لنا الارتواء إلا بنزول الروح القدس يوم الخمسين على أساس صعود ربنا يسوع المسيح بعد قيامته وجلوسه عن يمين العظمة كإنسان، برهان شبع الله الكامل وإلى الأبد بعمله الفدائي العظيم.

ثانياً: "أجيبوا لها" - أي استجابة القلب له ولعمله العظيم.

ثالثاً: "الحفر" - الذي يعبر عن العمل الإلهي العميق فينا، هنا نجد "الحفر" وفى متى15 "الغرس" "متأصلين ومبنيين فيه" (كو2).

رابعاً: "رؤساء .. وشرفاء" - هذا هو مقامنا في المسيح "هوذا بالعدل يملك ملك ورؤساء بالحق يترأسون" (إش 32: 1 ) . وكان أهل بيرية أشرف .... (إش 32: 1 ) . وكان يعبيص أشرف من إخوته (إش 32: 1 )

المسيح بعد القيامة مكتوب عنه "ومع العظماء يقسم غنيمة" والعظماء هم المؤمنون به (إش 53: 12 ) .

خامساً: "بعصيهم" - وهذا رمز للسلطان الـمُعطى لنا الذي به تقرر أننا فعلاً أولاد الله (يو 1: 12 ) .

مراد أمين
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net