الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 6 سبتمبر 2000 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الخصي الحبشي
"ففتح فيلبس فاه وابتدأ من هذا الكتاب فبشره بيسوع"
(أع 8: 35 )
كان خصي الحبشة قد تجشم مشقة كبيرة ليصل إلى أورشليم طبقاً للنور القليل الذي وصل إليه من أن هذا هو المكان الذي سُرّ الرب أن يحلّ اسمه فيه، ولكن مجيئه كان متأخراً جداً فلم يجد فائدة من الهيكل في أورشليم، فقد فارقه الرب وتركه خراباً، كان متأخراً جداً أن يجد الرب، فهم قد رفضوه، أما هو فقد قبلته السماء.

وإن كان ذلك الخصي قد فشل في أن يجد الرب ولكن الرب وجده، فلا يمكن أن يترك الرب إنساناً يمد يده إليه دون أن يتلقى إجابة. لقد كان معه سفر إشعياء من العهد القديم، ولكنه كان في حاجة إلى إضاءة نور من العهد الجديد الذي لم يكن قد كُتب بعد، وكان فيلبس وسيلة الله إلى هذا النور الجديد. كان الله متحكم في كل الأمور ويسيطر على الزمن بكل دقة، فيصل فيلبس إلى المركبة في ذات الوقت الذي وصل فيه الخصي الحبشي إلى منتصف إشعياء53، وكان روح الرب يعمل بلطفه ليهيئه لكي يسأل هذا السؤال "عن مَنْ يقول النبي هذا؟ عن نفسه أم عن واحد آخر؟"، وهنا وجد فيلبس الطريق مهيأ بالكامل ليعلن له عن مَنْ هو المقصود في هذه النبوة: إنه "يسوع".

لقد قبل رسالة الخلاص واعتمد، وعلى الرغم من أن روح الرب قد خطف فيلبس، فهذا الخصي الحبشي ذهب في طريقه فرحاً. ففيلبس اختفى من المشهد بنفس السرعة التي ظهر بها، إنه لم يكن يبحث عن فيلبس، ولكنه كان يبحث عن المسيح. فهو عاد إلى أهله ومعه ضالته المنشودة بشخص الرب نفسه. فلم تكن أورشليم تفرّح قلبه، ولم يكن فيلبس، ولكنه كان المسيح هو مرامه وغرض قلبه، فوجده.

إن تغيير وخلاص هذا الأثيوبى، كان إعلاناً من الله أن نهر النعمة على وشك أن يتدفق إلى الأمم بعد أن عزف اليهود عنه، ولذلك نرى في الأعداد التالية خلاص شاول الطرسوسى "رسول الأمم" الذي لم يكن يتجاسر فيلبس ولا غيره أن يعترض قافلته كما فعل مع الخصي الحبشي، ولكن كان الأمر يستدعى أن الرب بنفسه يعترض قافلته، ليحوله من رئيس المضطهدين لكنيسة الله، إلى رسول الأمم العظيم.

ف.ب. هول
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net