الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 20 نوفمبر 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يعزي المتضعين
لكن الله الذي يعزي المتضعين، عزانا بمجيء تيطس ... ( 2كو 7: 6 )
لماذا نُحرم أحياناً من تعزيات القدير؟ قد يمر اثنان من بين المؤمنين بذات الظروف تقريباً .. إلا أنك تجد أحدهم يملأه الرجاء بتعزيات السماء، والآخر تجده في شقاء! ما هو السبب في ذلك يا ترى؟

في هذا الجزء الثمين من كلمة الله نجد أحد أهم الأسباب التي تمنع وصول التعزية إلى المتألم، وتحرمه من المشجعات الإلهية ألا وهو عدم الخضوع والاتضاع أمام مشيئة الله الصالحة.

نلاحظ أنه لم يَقُل "يعزي المعلمين"، أو "ذوي المعرفة"، أو "الخادمين" لكنه يقول "يعزي المتضعين". "تواضعوا تحت يد الله القوية لكي يرفعكم في حينه" ( 1بط 5: 6 ).

سار يعقوب سنوات طويلة في طريق إرادته الذاتية فحُرم كثيراً من التعزيات، وكم عانى المرار في نفسه نتيجة ما لاقاه من آلام الحصاد الموجعة، وذلك عندما رجع إليه أولاده من مصر بدون شمعون وطالبين بنيامين، فما كان منه إلا أن قال من قلب ينزف "أعدمتموني الأولاد. يوسف مفقود، وشمعون مفقود، وبنيامين تأخذونه؟! صار كل هذا علىَّ؟!" ( تك 42: 36 ). لكن بعد أن تعامل الرب بنعمته مع إرادته العاصية، نطق أخيراً وعند موته بكلمات البركة المملوءة تعزية وتشجيعاً! (تك49).

ومن بعده نرى داود الذي عندما جاءه خبر موت ابنه "قام .. عن الأرض واغتسل وادّهن وبدّل ثيابه ودخل بيت الرب وسجد ثم جاء إلى بيته وطلب فوضعوا له خبزاً فأكل" ( 2صم 12: 20 ). في تسليم كامل لمشيئة الله، الذي يعمل كل شيء حسب رأي مشيئته ( أف 1: 11 )، ذاك الذي "صنع الكل حسناً في وقته" ( جا 3: 11 ).

وفوق الكل أمامنا رب داود الذي عاش حياة التسليم والاتكال المطلق على صلاح إلهه، وكالإنسان الكامل الفريد، في وسط أشد الأجواء المشبّعة بالرفض له ولخدمته، نراه يتمتع بتعزيات وتشجيعات السماء. "في ذلك الوقت أجاب يسوع وقال أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض ... لأن هكذا صارت المسرّة أمامك" ( مت 11: 25 ، 26).

ليت لنا هذا الخضوع والتسليم، في حياة نعيشها في رضاه لصُنع مشيئته، فلا نُحرم قط من تعزيات نعمته، وتشجيعات محبته.

اسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net