الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 15 مارس 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أُولُمبَاس ... السماوي
سلموا على ... أولمباس وعلى جميع القديسين الذين معهم ( رو 16: 15 )
"أولمباس" أحد المؤمنين في كنيسة رومية، أرسل له الرسول بولس تحياته. والاسم "أولمباس" يعني "سماوي"، وهكذا كل مسيحي حقيقي هو إنسان سماوي، شريك الطبيعة الإلهية، ميت للعالم، ميت للخطية، حي لله، ليس له أقل ارتباط بالعالم، وسيرته هى في السماوات، و"السماويات" هى مناخ "القديسين" وهم على الأرض، ومكانهم يوم ترحب بهم "السماوات" التي منها ننتظر مخلصاً هو الرب يسوع المسيح لكي يأتي أيضاً ويأخذنا إليه حتى حيث يكون هو نكون نحن أيضاً.

أيها الأحباء ... إن نعمة الله لم تظهر فقط في كون المسيح قد بذل نفسه لأجل خطايانا، بل في كونه أيضاً أنقذنا من العالم الحاضر الشرير. فمع أننا ما زلنا في العالم، لكننا لسنا منه. ومع علمنا جميعاً بأن المؤمن يدخل السماء عند موته، إلا أنه ما أقل إدراكنا للحقيقة الهامة وهى أن السماء مكاننا الآن وأن الأرض التي نحن فيها ليست مكاننا باعتبارنا سماويين. ولا يمكن أن يتقدم المؤمن كثيراً في النعمة قبل أن يحصل الانفصال الكامل بينه وبين العالم ويقبل الحق الإلهي بأن الأرض ليست مكانه.

وكلما كان المؤمن سالكاً في الطريق الإلهي، كلما ازداد إدراكه أنه ليس من هذا العالم وأن الأرض هى مكان موت المسيح، فيشتاق أن يعرف المسيح، حيث إن القلب الذي جعل المسيح غرضه هو الذي يختبر بالروح معنى العبارة "وأقامنا معه وأجلسنا معه في السماويات في المسيح يسوع"، القلب الذي في قوة سماوية يدرك مهمته على الأرض وهى الشهادة للمسيح في قوة الروح القدس تابعاً آثار ذاك الذي قال "ليسوا من العالم كما أني أنا لست من العالم" ( يو 17: 14 ).

ونلاحظ ارتباط أولمباس و "جميع القديسين الذين معهم"، وكم نحتاج لأن نلاحظ أولئك الذين يتبعون الرب بأمانة ونطلب صُحبتهم، فالتكريس للرب ولخدمته يتطلب اختيار رفقائنا جيداً "المُساير الحكماء يصير حكيماً، ورفيق الجهّال يُضرّ" ( أم 13: 20 ). ويا ليتنا نرتبط بشعب الله ونجد مسرتنا حيث يجد هو مسرته أيضاً "القديسون الذين في الأرض والأفاضل كل مسرتي بهم" ( مز 16: 3 ) "رفيق أنا لكل الذين يتقونك ولحافظي وصاياك" ( مز 119: 63 ). ويا ليتنا نتبع "البر والإيمان والمحبة والسلام مع الذين يدعون الرب من قلب نقي" ( 2تي 2: 22 ).

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net