الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 إبريل 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
تدريبات إيليا
وكان كلام الرب له قائلاً: انطلق من هنا ... واختبئ ( 1مل 17: 2 )
لقد كان أمر الرب لإيليا النبي بالاختفاء لمصلحته، إذ كان عُرضة لِما هو أخطر، من ثورة آخاب عليه. فربما امتلأ قلبه بالكبرياء وتقسى على إخوته وهو يرى المصيبة التي حلّت عليهم وعلى الأرض. ولو طلب من الرب أن يعفيه من الاختفاء، لصارت استجابة الله لطلبته شَرَكاً له. فذاك الذي انخرط قبلاً في صلاة سرية، وللحظات قليلة شهد أمام الملك عن الله، كان المستقبل يحمل له خدمة أعظم وهى مواجهة عبدة البعل مجتمعين ليدحرهم ويرجع بالشعب التائه إلى إله آبائهم. لكن الوقت لم يكن قد حان بعد لذلك، ولا كان إيليا مهيأ له.

لقد كان النبي بحاجة لمزيد من التدريب في الخفاء ليكون أهلاً لأن يشهد لله في العلن. فمَنْ يستخدمه الله لا بد وأن يُحفظ متواضعاً بتدريبات صارمة لكي يُمات الجسد فيه. فثلاث سنين أخرى في المنفى كانت ضرورية للنبي! إن الجسد ليس جديراً بالثقة، ولا يؤتمن أن يوضع في مكان الكرامة.

فما أسرع ارتفاع الذات في الإنسان، حتى أنه يعتقد أنه أكثر من أداة في يد السيد. وما أسهل أن نتمم الخدمة التي أوكلها لنا الله من منطلق إظهار ذواتنا، لكن الله لا يعطي مجده لآخر، لذلك فهو يخبئ أولئك الذين ربما يُجربون بالطمع في مجده وذلك بإبعادهم عن عيون الناس والاختلاء بهم هناك حتى يتعلموا أنهم لا شيء.

هذا الدرس الثمين نتعلمه من المسيح عندما رجع إليه رسله فرحين بالنجاح، مملوئين من ذواتهم "وأخبروه بكل شيء؛ كل ما فعلوا وكل ما علّموا" ( مر 6: 30 ). لكنه أرشدهم "تعالوا أنتم منفردين إلى موضع خلاء واستريحوا قليلاً" (عدد31). هذا هو علاجه الرحيم لأي من خدامه إذا ما انتفخ وشعر بأهميته وتخيّل أن طريق خدمة الرب سيتأثر سلبياً إذا تنحى عنه. حينئذ يأمره الرب "اذهب ... اختبئ" - أحياناً بانهيار آماله في الخدمة، وأحياناً بجرعات من الألم ، وأحياناً بحرمان شديد. هكذا يتم القصد الإلهي، وطوبى لمن يقول من قلبه "لتكن مشيئتك".

لكن ألم يكن هذا امتحاناً في غاية الشدة لاختبار خضوع النبي للمشيئة الإلهية؟ نعم فإن العُزلة ثلاث سنوات لإنسان غيور مثل إيليا، أصعب عليه من ظهوره أمام آخاب. لكن كان عليه أن يتعلم الطاعة الكاملة ليتأهل لأن يدعو الآخرين إلى اسم الرب.

أرثر بنك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net