الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 24 مايو 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قيافا الذي كان رئيساً للكهنة
فقال لهم واحد منهم وهو قيافا .... إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب ولا تهلك الأمة كلها ( يو 11: 49 ،50)
كلما ذُكر اسم قيافا في إنجيل يوحنا، تُذكر عبارة "رئيس الكهنة في تلك السنة". ففي ذلك الوقت كانت رئاسة الكهنوت قد شملتها فوضى عامة فلم تكن وفق الترتيب الوراثي بحسب خروج29: 29؛ لاويين16: 22 ولكن وفق هوى الحكام السياسيين والتيارات الدينية والمطامع والرشوة. ويسجل التاريخ أنه في سنة 15 ميلادية خُلع حنان من هذه الوظيفة بواسطة السلطة الرومانية، وأن قيافا شغل هذا المركز في سنة 26 ميلادية. وبحسب العبارة الواردة في إنجيل يوحنا، يغلب على الظن أن التغيير كان يحدث سنوياً (اقرأ أعمال4: 6) وأيضاً من لوقا3: 2 يبدو أن الرئاسة كانت لحنّان وقيافا معاً. ويا له من تشويش.

ولقد جاءوا بالرب يسوع بعد القبض عليه إلى حنّان وهذا أرسله إلى قيافا. "فسأل رئيس الكهنة يسوع عن تلاميذه وعن تعليمه" ( يو 18: 19 ) وهذا سؤال تقليدي يلقيه القاضي على المتهم، لكن الرب لم يُجب بشيء عن تلاميذه، وحاشا للراعي الصالح أن يسلِّم شاة واحدة من أضعف الغنم لأنياب الذئب. أما عن تعليمه فقد كانت هناك الفرص الكثيرة السانحة أمام قيافا لكي يسمع التعليم لأن الرب يسوع كلم العالم علانية وعلَّم كل حين في المجمع وفي الهيكل. وقال لرئيس الكهنة "وفي الخفاء لم أتكلم بشيء" بل بالحري هو "لم يقدر أن يختفي" ( مر 7: 24 ). فإذا كان قيافا لم يستفد من كل هذه الفرص، فتلك غلطته هو. ولماذا لم يسأل العشارين والخطاة الذين كانت لهم الآذان للسمع وسمعوا، فإن هؤلاء كانوا يعرفون ماذا قال.

ولم يكن ممكناً أن الرب يعترف برئيس كهنة أقامه الناس ( يو 18: 22 )، ولم يكن ممكناً أيضاً أنه يفعل كما فعل بولس مؤخراً في موقف مُماثل ( أع 23: 1 ) - أي أن يسحب كلمة قالها أمام قيافا، لأن الكلمة الأخيرة له هو. ونطق ابن الله بشهادته التي بسببها أُدين كمذنب في بيت رئيس الكهنة!! ( مت 26: 64 ).

مسكين قيافا هذا الذي وقف ضد الرب، واضطهد أيضاً تلاميذه ( أع 4: 6 ).

لقد حصد ما زرع، لأن التاريخ يروي أنه عُزل عن وظيفته في سنة 37 ميلادية وقضى أواخر أيامه حزيناً كئيباً ... ومات المسيح فعلاً ليجمع أبناء الله المتفرقين إلى واحد ... وللأسف لم يكن بينهم قيافا، الرجل الذي تحدَّث بهذه النبوة ( يو 11: 49 -52).

و.ت. ولستون
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net