الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 4 يونيو 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
دموع الزرع وأفراح الحصاد
الذين يزرعون بالدموع يحصدون بالابتهاج. الذاهب ذهاباً بالبكاء حاملاً مبذر الزرع؛ مجيئاً يجيء بالترنم حاملاً حزمه ( مز 126: 5 ، 6)
في ترتيب الله منذ البدء، أن النهار يعقب الليل ( تك 1: 5 )، والمجد يلي الألم ( رو 8: 18 )، والأفراح تأتي بعد الدموع.

هذا ما نراه أولاً في ربنا المعبود، ثم نستطيع أن نتتبعه في طريق كل مؤمن؛ ولا سيما مَنْ يتعبون في خدمة الرب. كما أنه ذات الترتيب في معاملات الله مع شعبه القديم.

فالرب له المجد كان بحق رجل أوجاع ومُختبر الحَزَن ( إش 53: 3 )، وفي إرسالية النعمة نلحظ كم تعب، وكم ذرف الدموع. لقد كان هو "الذاهب ذهاباً بالبكاء"؛ فلقد أجهش بالبكاء بصوت مسموع على أورشليم، تلك المدينة العاصية التي لم تعرف زمان افتقادها ( لو 19: 41 -44). وفي طريق الخدمة شارك بعواطفه ودموعه المتألمين ( يو 11: 35 )، بل وإن طريق الطاعة لمشيئة الآب كلّفه الجهاد والدموع ( عب 5: 7 ) حتى أنه في طريق الصليب الرهيب يُعبِّر عن أحزانه بروح النبوة قائلاً "إني قد أكلت الرماد مثل الخبز، ومزجت شرابي بدموع" ( مز 102: 9 ) حتي بعمل الصليب يأتي بثمر كثير ( يو 12: 24 ) و "يرى نسلاً" ( إش 53: 10 مع مز22: 31؛ 69: 36). وقريباً جداً سيُحضرنا بنفسه لنفسه وعندئذ يجيء بالترنم حاملاً حزمه، ومن "تعب نفسه يرى ويشبع" ( إش 53: 11 ).

وطريق تلاميذ المسيح هو ذات طريق معلمهم؛ طريق يتعرضون فيه للظلم من عالم موضوع في الشرير ( جا 4: 1 ؛ 1يو5: 19). وعلى نهج الخادم الكامل نرى الخدام الأمناء، الذين يزرعون بالدموع، نظير الرسول بولس الذي لم يفتر عن أن ينذر في أفسس بدموع كل واحد "ليلاً ونهاراً" ( أع 20: 31 )، وعندما كتب إلى كنيسة كورنثوس مُحذراً ومنذراً، فقد كتب من كآبة قلب ودموع كثيرة ( 2كو 2: 4 ). ودموع الزرع هذه هى دائماً مُقدمة لأفراح الحصاد "لكي يفرح الزارع والحاصد معاً" ( يو 4: 36 ).

وهذا هو نفس حال الشعب القديم الذي هو الآن في ليل طويل، وبعد أن يدخلوا في تدريبات الضيق والدموع لرَّد النفس، سيتم القول "يفرحون أمامك كالفرح في الحصاد" ويتم المكتوب "ويمسح السيد الرب الدموع عن كل الوجوه، وينزع عار شعبه عن كل الأرض" ( إش 9: 3 ، 25: 8).

لكن أفراحنا نحن ستسبق أفراح هذا الشعب لأنها تبدأ بمجيء الحبيب عن قريب، وبعدها يتم القول "لنفرح ونتهلل ونُعطه المجد" ( رؤ 19: 7 ) حيث أفراح الحصاد الأبدية للذي ذهب بالبكاء، وللذين زرعوا بالدموع. وإن كان الآن دمع الحَزَن، فإنه غداً يُنزع.

اسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net