الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 27 يوليو 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عني وعنك
ولكن لئلا نُعثرهم ... أعطهم عني وعنك ( مت 17: 27 )
لقد كانت ضريبة الدرهمين فرصة لأن يبين الرب لتلاميذه حقيقة علاقته بهم ونعمته المُطلقة من نحوهم. وهذه الضريبة ليست ضريبة للسلطات المدنية، ولكن هى التي كان يدفعها كل يهودي بالغ لخدمة الهيكل، والتي وضعها اليهود على أنفسهم كما جاء في سفر عزرا. والسؤال الذي سأله جامعو الضرائب لبطرس معناه هو: هل معلمكم يهودي صالح طبقاً للنظام الموضوع؟ وبطرس بغيرة وبتسرع أجاب على الفور قائلاً: نعم.

وعندئذ أظهر الرب معرفة إلهية لما حدث مع بطرس إذ نقرأ "فلما دخل البيت سبقه يسوع قائلاً ماذا تظن يا سمعان. ممن يأخذ ملوك الأرض الجباية أو الجزية؛ أمن بنيهم أم من الأجانب؟ قال له بطرس: من الأجانب. قال له يسوع: إذاً البنون أحرار". وكأنه يقول له: نحن يا بطرس (أنا وأنت) من البنين لملك الهيكل العظيم، ولذلك فنحن أحرار من الجباية، واضعاً بطرس مع شخصه الكريم على قدم المساواة كابنين للملك العظيم.

كما أنه بيَّن عدم محبته للعثرات. فمع أنه صاحب حق في عدم الدفع، ولكنه سيدفع "ولكن لئلا نُعثرهم". والرب لم يُظهر تلك النعمة المطلقة فحسب، ولم يتنازل عن حقه لئلا يُعثر الآخرين فحسب، بل أظهر سلطاناً إلهياً على الخليقة "اذهب إلى البحر وألق صنارة، والسمكة التي تطلع أولاً خُذها، ومتى فتحت فاها تجد إستاراً فخذه وأعطهم عني وعنك". لقد أظهر الرب بهذا أنه هو الخالق القدير الذي له السلطان على خليقته جاعلاً السمكة تُحضر المطلوب. ومرة ثانية يضع بطرس مع نفسه في مستوى البنوية الواحد بالنعمة الفائضة التي لا يمكن التعبير عنها.

يا ليت هذه الكلمات يكون لها صدى في نفوسنا وتصل إلى أعماق قلوبنا. يا ليتنا نتأمل بعُمق في هذا التعبير "عني وعنك" لنرى فيه نعمته غير المحدودة، إذ نرى مكاننا في مقاصد الله الأزلية، ونعرف بأن مسرة قلبه هي أن نكون هكذا، ولكن كل هذا على أساس الفداء الذي تممه والذي به أعطانا مكاناً نستطيع فيه أن نُثمر لمجده، فيرى من تعب نفسه ويشبع. له كل المجد.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net