الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 أغسطس 2001 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التأديب الأبوي
ولكن كل تأديب في الحاضر لا يُرى أنه للفرح بل للحزن. وأما أخيراً فيعطي الذين يتدربون به ثمر بر للسلام ( عب 12: 11 )
إن التأديب يأتينا من المحبة الأبوية. في السماء لا حاجة إلى التأديب. وفي جهنم لا يمكن أن يكون تأديب. إن ميدان التأديب هو الأرض وأولاد الله هم موضوعه.

إن الله هو أبونا، ولذلك يؤدبنا. والرب يسوع هو مخلصنا المحب الأمين ولذلك يوبخنا، والروح القدس ولو أن مهمته تعزية وتشجيع المؤمن، إلا أنه يعلن لنا أولاً بتبكيت حاد، الخطايا والسقطات التي يجب أن تُدان وتُترك.

والتأديب لا يتعلق فقط بالخطايا، بل غرض الله منه هو أن يقودنا إلى التشبُّه بصورة المسيح. فإن ابن الله الوحيد كان بلا خطية، ولكنه لم يكن بلا حزن. ولكننا نحن خطاة وقلوبنا تتعلق بالعالم ونفوسنا تميل إلى التراب. أما محبة الله الصحيحة، ووجود فرحنا ولذتنا فيه وفي الأمور السماوية، وترك الثقة بالذات والاكتفاء به، وإعطاء المجد لله وحده، فما أبعدنا بالطبيعة عن هذا كله، وما أقل تفكيرنا وتفكير الغير فيه. ألم يكن أيوب رجلاً مستقيماً ومكرساً لمخافة الله؟ ولماذا كان داود رجل أحزان وإرميا رجل دموع؟ وبولس الذي اختُطف للسماء الثالثة وعاين مجد الرب، لماذا كان عليه أن يحتمل الشوكة في الجسد؟ ولماذا كان يوحنا الحبيب في بطمس؟ الله يعلم لماذا؟ هو الذي اختار القديسين، وهو الذي عيّن آلام القديسين لكي يربحوا المسيح، ولكي يكونوا مُشابهين له، ولكي يتمجدوا بعد ذلك معه.

"وأما أخيراً" آه. هذه الكلمة "أخيراً" أليست هى كلمة فاحصة ومُذلة لنفوسنا؟ ألم نجتز كلنا في التأديب؟ ألم نجتز كلنا في الحزن؟ أيمكننا أن نتطلع إلى الوراء دون أن نستعيد إلى الذاكرة أياماً كنا فيها تحت التأديب وانسحاق النفس؟ ألم يجتز سيف في أحشائنا؟ أهذه الأشياء أصبحت في خبر كان وقد جرّ عليها الماضي ذيل النسيان؟ هل مضت وتلاشت دون أن تترك وراءها شيئاً من ثمر البر للسلام؟

وقَبلِّي أيدي أبٍ يؤدب البنين
فإن تأديب العلي للنفع بعد حين

أدولف سفير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net