الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 17 يناير 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
فيلكس؛ إيمانه ورجاؤه وعمله
وبينما كان (بولس) يتكلم عن البر والتعفف والدينونة العتيدة أن تكون، ارتعب فيلكس وأجاب أما الآن فاذهب ومتى ... ( أع 24: 25 )
يا لها من مفارقة عجيبة بين رجل مسيحي حقيقي ورجل من العالم؛ بين بولس الأسير وفيلكس القاضي. كانت عين بولس مرفوعة إلى الأمور الأبدية التي لا تُرى، بينما كانت عين فيلكس مستقرة على الأمور الوقتية التي تُرى. كان بولس واقفاً في نور السماء، بينما كان فيلكس مغموراً في ظلمات الأرض. ولنمرّ الآن بنظرة سريعة على صورة فيلكس، رجل العالم، على إيمانه ورجائه وعمله.

أولاً: إيمان فيلكس: لقد وقف بولس، ذلك السفير الأمين في السلاسل أمام الحاكم، وأرعد في أذنيه بنبرات خطيرة مختصة بالبر والتعفف والدينونة العتيدة. ولما تكلم الأسير ارتعب القاضي!! يا له من أمر مخالف لما يُشَاهد عادة في ساحات المحاكم. «ارتعب فيلكس». وقد كان يعتبر ارتعابه على نفسه مباركاً لو أنه قاده إلى الإيمان بالمسيح، ولكن بالأسف قد سكَّن نفسه بالتأجيل «متى حصلت على وقت». لكن ضاعت منه الفرصة إلى الأبد على قدر ما يُخبرنا التاريخ المقدس. إنه من العبث أن يتكلم الإنسان عن «وقت أنسب» إذ من المؤكد أنه لا يحصل عليه، لأنه يوجد في كل وقت أمور يمكنه أن يعتذر بها عن التفكير جدياً في أمر مصيره الأبدي، ذلك الأمر الخطير العظيم. إن وقت الله هو «الآن» «هوذا الآن وقت مقبول. هوذا الآن يوم خلاص» ( 2كو 6: 2 ).

ثانياً: رجاء فيلكس: «وكان أيضاً يرجو أن يُعطيه بولس دراهم» يا له من فكر. فقد كان لدى فيلكس وقت لكي يستدعي فيه بولس «مراراً» على رجاء الحصول على دراهم ولكن لم يكن لديه وقت بالمرة للبر والتعفف والدينونة العتيدة. يا له من كشف للينابيع الخفية وإظهار للجذور الدفينة. فالأبدية تؤجَّل، بينما الدراهم تُطلب باجتهاد! كل الأوقات مناسبة إن كان هناك رجاء بدراهم، ولكن لا يوجد وقت مناسب للتخوف من الدينونة العتيدة!!

ثالثاً: عمل فيلكس: «ولكن لما كملت سنتان قَبِل فيلكس بوركيوس فستوس خليفة له. وإذ كان فيلكس يريد أن يُودِعَ اليهود مِنَّة ترك بولس مقيداً» (ع27). هذا يكمِّل الصورة المُحزنة لرجل العالم؛ فإيمانه «الحصول على وقت» الأمر الذي لم يتم، ورجاؤه «الدراهم» التي لم يحصل عليها، وعمله أن يترك شخصاً باراً مقيداً لكي يحصل على شيء من الصيت!

يوحنا بللت
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net