الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 19 ديسمبر 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
طريق يوسف إلى المجد
أنتم قصدتم لي شراً. أما الله فقصد به خيراً ( تك 50: 20 )
لقد قُطع يوسف من أهله، وأصبح عبداً في أرض غريبة في بيت أحد المصريين، وهناك اتهمته امرأة شريرة اتهاماً باطلاً، وألقى في السجن موسوماً بهذه التهمة الكبيرة، وهناك عومل بجحود، وأصبح إنساناً منسياً وحيداً. لقد عانى الهوان تلو الهوان، واستمر طريقه في انحدار، تكاثفت حوله السحب، واكتنف حياته الظلام، حتى بدا وكأنه لا توجد بارقة أمل. ولكن خلف ما هو ظاهر للعيان يستطيع الإيمان أن يتبين قصد الله في رفع يوسف إلى مكان العزة والمجد.

لقد حاول الشيطان - كعادته - وبكل قوته أن يعطل قصد الله. لقد استخدم شر إخوة يوسف لكي يبعده عن بيت أبيه، ثم استخدم زوجة فوطيفار الآثمة لكي تلقى به في السجن، كما استخدم جحود ساقي فرعون ليبقيه هناك. ولقد كانت كل خطوة توحي في ظاهرها بانتصار الشيطان، وبأن قصد الله قد غدا بعيداً. ومع ذلك فإن الإيمان يستطيع دائماً أن يرى يد الله خلف مكايد إبليس المتنوعة. وإذا كان الشيطان يستخدم الإنسان ليعيق مقاصد الله، فان الله يستخدم الشيطان نفسه لإتمامها. ‍ إن كل الأمور يجعلها الله تخدم قصده. الملائكة ورؤساؤهم، القديسون والخطاة، إبليس وجنوده، الكل يُستخدم لتتميم خطته، حتى العناصر الطبيعية ( مز 8: 148 ). والأمر كذلك مع ظروف الحياة المختلفة، كما نرى في قصة يوسف. إن كل التجارب التي اجتازها: معاملة إخوته القاسية، العبودية في بيت المصري، الاتهام الكاذب من زوجة فوطيفار، سجن فرعون، تجاهل الساقي، كل هذه ما كانت إلا خطوات في الطريق إلى المجد.

إن التجارب والأحزان، الخسائر والصلبان، الطرق الشاقة والأودية المُظلمة، كل هذه سوف تصبح فرصاً لنجاح روحي هائل، إذا تذكرنا أن المجد هو قصد الله الثابت من جهتنا، وأن كل معاملاته معنا هي في طريق إتمام قصده من نحونا. وفي نور قصده، نستطيع أن نخضع لطرقه ومعاملاته معنا، وفي طريق الخضوع لا بد أن نتمتع برفقة الرب لنا، وإن كان الرب معنا فلا بد أن يكون لنا النجاح الذي يفوق كل نجاح: النجاح الروحي.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net