الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق  الجمعة 1 فبراير 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
إبراء مياه أريحا
وقال رجال المدينة لأليشع هوذا موقع المدينة حسن كما يرى سيدي وأما المياه فردِيّة والأرض مُجدبة ( 2مل 2: 19 )
لم تكن أعواز أليشع ـ مثل ربنا يسوع ـ هي أعوازه الخاصة، بل إنه لأجل الآخرين استغل موارده وقوته في الله. كان غنياً لكن ليس لذاته. وهكذا كان يواجه متاعب الطبيعة وأثقالها: بدون كيس أسعف الفقراء، بغير مخزن التعيينات أطعم الجيوش، والشيء المُميت يجعله بلا ضرر، وبدون خبز يَهَب الطعام للجمع ويجمع الكِسَر، بغير دواء يُبرئ الداء، بغير أسلحة أو جنود يهزم جيوش الأعداء. وفي المجاعة يمدّ الأمة بالطعام، وهو ميت يعطي الحياة ( 2مل 13: 21 ). كل هذا يحدثنا عن ربنا يسوع الذي لم يكن يملك من حطام الدنيا شيئاً، ومع ذلك كم أغنى كثيرين. لقد كان له السلطان على عوالم الطبيعة، وبالنعمة استخدمها لسد حاجة البشر المحتاجين. وقد انعكست طرقه في عبده أليشع.

والعالم الذي كان يعيش فيه أليشع، ويشهد فيه بنعمة الله، لم يتصف بعدم الإيمان فقط، بل كان تحت اللعنة أيضاً، لهذا بدأت خدمة أليشع في أريحا مدينة اللعنة ( يش 6: 26 ؛ 1مل16: 31).

«موقع المدينة حسن، أما المياه فرديّة والأرض مُجدبة». هذا هو العالم الذي يبدو في الظاهر جميلاً، لكنه تحت اللعنة. فينابيعه لا تروي، يعطي وعوداً كثيرة بلا ثمر، وبالإجمال لا يستطيع أن يسد حاجة الإنسان.

لكن أليشع الذي وُجد هناك، كان لديه النعمة الشافية، وفي هذا نرى صورة جميلة للمسيح الذي لم يكن لديه شيء من متاع هذا العالم، لكنه كان يَهَب بركاته في كل مكان، مُستخدماً نعمته لخير الآخرين. ولقد كان لرجال المدينة إيمان أن يستفيدوا من النعمة التي كانت في أليشع فتقدموا إليه بحاجتهم «فقال: ائتوني بصحن جديد، وضعوا فيه ملحاً»، والملح والصحن الجديد يكلماننا عن الصفة الحافظة للنعمة المرتبطة ليس مع الجسد بل مع الآنية الجديدة. وأليس المسيح هو هذه الآنية الجديدة المملوءة بنعمة الله الحافظة؟

بعد ذلك نقرأ أن أليشع «خرج إلى نبع الماء وطرح فيه الملح وقال هكذا قال الرب قد أبرأت هذه المياه، لا يكون فيها أيضاً موت ولا جدب». وهذا ما سيتم في المستقبل إذ ستُرفع اللعنة عن المكان الذي هو الآن تحت اللعنة. وسيسكن الله مع الناس، فلا يكون موت بعد ولا لعنة، لأن الأمور الأولى تكون قد مضت ( رو 8: 21 ؛ رؤ22: 3).

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net