الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 16 مارس 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
محبة إلى المنتهى
إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى ( يو 13: 1 )
في العُلية أفرغ المسيح كل ما في قلبه في صورة خدمة عملية هي غسل أرجل تلاميذه، تلاه بحديث المحبة الوداعي الأخير قبيل الصليب، حيث تعطر جو العُلية بأريج المحبة المسكوب، وكان من نصيب خاصته استنشاق هذا العبيق.

فالذي قد دفع الآب كل شيء في يديه ـ بهاتين اليدين غسل أرجل أحبائه، تلك الخدمة التي لا زال يقوم بها الرب إلى الآن من نحو خاصته. إن مشهد العُلية يعلن لنا عن:

1 ـ المحبة في خدمتهـا 2 ـ المحبة في تواضعها
3 ـ المحبة في أناتهــا 4 ـ المحبة في حكمتهـا

1 ـ إن المحبة بادرت بإنعاش الأحباء بغسل أرجلهم، وهل تفعل المحبة طواعية ما يفعله العبيد قهراً وإلزاماً؟ نعم، لأنها "محبة إلى المنتهى" ـ أي إلى أقصى ما يمكن أن تصل إليه المحبة. ألا ترى منتهاها في العُلية وفوق خشبة الصليب؟!

2 ـ هي المحبة المتضعة التي جعلت مَنْ يقوم بهذه الخدمة هو السيد والمعلم والذي يعلم يقيناً أنه بعد هذه الخدمة المتضعة بأيام سيرتقي عرش أبيه مُكللاً بالمجد والكرامة.

3 ـ هي المحبة المتأنية التي انفردت بكل تلميذ على حدة، وبرفق واعتناء شديد غسلت كل قدم على حدة، بل لا نبالغ إن قُلنا بل كل اصبع على حدة. فيا لها من محبة رقيقة متأنية.

4 ـ هي المحبة الحكيمة التي جاوبت بكل حكمة ولطف على عبارات سمعان الثلاث التي اتسمت بالاستفهام ثم الاعتراض وأخيراً الجنوح والتطرف، وذلك عن جهل.

ففي العبارة الأولى نلحظ استفهاماً "أنت تغسل رجليَّ؟" ( يو 13: 6 ). فيجاوبه بالقول "ستفهم" ( يو 13: 7 ).

وفي الثانية نجد اعتراضاً "لن تغسل رجليَّ أبداً" ( يو 13: 8 ). أجابته المحبة محذرة حازمة بما معناه: إن اعتراضك هذا سيحرمك من بركات عظيمة ( يو 13: 8 ).

وفي الثالثة نرى تطرفاً في قول سمعان. "بل أيضاً يديَّ ورأسي" ( يو 13: 9 ) فنجد الرب يُعيده إلى الصواب، إذ قال له مُصححاً أنه لا حاجة به للاغتسال ثانية بمعنى أن الولادة الثانية والتي تمتع بها سمعان غير قابلة للتكرار.

جوزيف وسلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net