الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 2 يونيو 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ثلاثية مباركة
مع المسيح صُلبت، فأحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ. فما أحياه الآن في الجسد، فإنما أحياه في الإيمان؛ إيمان ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي ( غل 2: 20 )
ما أعمق كلمة الله! إن كتابات البشر عموماً مجلدات كبيرة يمكن تلخيصها في كلمات قليلة. أما كلمة الله، فالعبارة الواحدة فيها تحتاج لشرحها إلى مجلدات كثيرة! لنتوقف اليوم قليلاً أمام الآية موضوع تأملنا، حيث نجد هذه الثلاثية المباركة:

محبة فريدة : "ابن الله الذي أحبني وأسلم نفسه لأجلي". وهذه "محبة ابن الله". إذاً فهي فريدة في مصدرها وفي عُمقها، في صدقها وفي اتساع نطاقها، في نزاهتها وفي دوامها، في تضحيتها وفي تأثيرها. هذا على الجانب الواحد، فمَنْ نجد على الجانب الآخر؟ "أحبني (أنا)"! يا للعجب ويا للنعمة في آن! إن كلمة الله تُعلن أن الله أحب العالم ( يو 3: 16 )، وأن المسيح أحب الكنيسة ( أف 5: 25 ). أما هنا فيقول "ابن الله الذي أحبني" فيا للخصوصية! وفي المرات الثلاث كان للمحبة برهانها العملي الأكيد، والذي هو بَذْلَ المسيح على الصليب. والرسول هنا يقرّ بحقيقة "في الإيمان"، إذاً يحق لكل مؤمن أن يقول صادقاً، وعن اختبار وتمتع "ابن الله الذي أحبني". أيوجد لهذه المحبة في الكون نظير؟ بل وهل للحبيب نفسه من مثيل؟!

حقيقة مجيدة: "مع المسيح صُلبت"؛ "إنساننا العتيق قد صُلب معه" ( رو 6: 6 ). وهذه حقيقة واقعة، شيء قد حدث في صليب المسيح منذ ألفي عام. إن مشكلة الإنسان هي نفسه؛ الـ (أنا). ومجداً لله الذي أنهى بالصليب ارتباطنا بنوع الحياة الأولى للإنسان في آدم الساقط؛ المستقل عن الله. إن المشكلة أعمق من مجرد خطايا أعملها، إنها الكيان الفاسد الملوث لسبب الخطية، وما كان ينفع مع هذا الكيان علاج سوى "الصلب" مع المسيح، الذي لم يَمُت فقط بديلاً ونائباً عنا، بل ومُمثلاً لنا أيضاً. إهدئي يا نفسي إذاً وقرّي عيناً، فالله لم يَعُد يرى العتيق، ففي صليب المسيح كل ما هو عتيق قد مضى، وهوذا الكل قد صار جديداً ( 2كو 5: 17 ).

حياة جديدة: "أحيا لا أنا بل المسيح يحيا فيَّ". فو إن كان نوع الحياة الأول في آدم قد انتهى بالنسبة لي، فإنني أتمتع الآن بنوع آخر أعظم وأمجد جداً، ألا وهو حياة المسيح نفسه! هذه هي الحياة الجديدة التي نلناها بمعرفتنا الشخصية للمخلص، وامتيازنا أن لا ندع معطلاً يعوق عمل هذه الحياة المجيدة فينا، فتنشئ فينا أطيب الثمار؛ حياة المسيح نفسه! ويا للروعة!

إسحق إيليا
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net