الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 12 سبتمبر 2002 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
قايين وبلعام وقورح
ويل لهم لأنهم سلكوا طريق قايين، وانصبوا إلى ضلالة بلعام لأجل أجرة، وهلكوا في مشاجرة قورح(يه11)
إن حالة الارتداد التي ستهوي إليها المسيحية الاسمية، قبيل مجيء الرب مباشرة ليأخذ خاصته إلى المجد، مُلخصة في العبارات التي هي موضوع تأملنا اليوم.

"سلكوا طريق قايين": كان قايين إنساناً متديناً، يؤمن بالله، لكنه لم يكن يؤمن بالخطية ولا بعقوبة الخطية، كما لم يؤمن بالوعد ـ أول وعود الكتاب ( تك 3: 15 ). فقايين مثال الإنسان الطبيعي ـ المتدين ظاهرياً ـ الذي له من الدين مجرد الاعتراف لكنه لا يختبر حقيقته. وفي ختام تاريخ الكنيسة على الأرض سيسلك المرتدون طريق قايين. إنهم لا يؤمنون بأن "الجميع زاغوا وفسدوا معاً. ليس مَنْ يعمل صلاحاً ليس ولا واحد"، والحقيقة العُظمى: "الخلاص بالنعمة" ليست بقيمة ما عندهم ولا وزن لها، ومبدأهم وشعارهم ليس "آمن" بل "اعمل" وهم لا يكرزون بالحياة الأبدية كعطية تُقبل بواسطة الإيمان بربنا يسوع المسيح بل كل همهم يتركز في "الاجتهاد بقدر المستطاع". لا يؤمنون بقوة الدم للتطهير من كل خطية وتقريب الخاطئ البعيد.

"وانصبوا إلى ضلالة بلعام": بلعام ذلك الرجل الشرير الذي تنبأ من أجل المال؛ من أجل المكسب الدنس. لقد تاجر بأمور الله وقبض أجرة ليلعن شعب الرب، الأمر الذي بالطبع لم ينجح فيه، فحاول أن يضلل الشعب ببنات مديان وموآب فزنوا ولم يحتفظوا بانفصالهم. إن كل ما كان يهدف إليه إنما هو إفساد شعب الله. وكل هذا قد أُدخل في المسيحية. يتكلم بطرس عن هؤلاء المعلمين الكذبة في الأيام الأخيرة كمن ينكرون الرب الذي اشتراهم "وسيتبع كثيرون تهلكاتهم ... وهم في الطمع يتّجرون بكم بأقوال مُصنّعة" ( 2بط 2: 1 -3).

"وهلكوا في مشاجرة قورح": وهذه هي العبارة الأخيرة. ولايزال إتمامها مستقبلاً فلن تتحقق بالتمام طالما وجدت الكنيسة الحقيقية على الأرض. ولكن عندما تنطلق الكنيسة الحقيقية المكونة من كل المخلَّصين سيتدافع المسيحيون بالاسم إلى مشاجرة قورح ويهلكون. كان قورح الزعيم الثائر ضد موسى وهارون، وستتخذ هذه الثورة شكلاً علنياً ضد الرب. وها بوادر العصيان العلني قد ظهرت، فكم من طوائف مسيحية تنكر قوة المسيح المخلّصة، وتنكر الإيمان بالدم، وكهنوت ابن الله. وفي الآخر سيكون هذا العصيان بشكل اتحادي بين جميع العقائد ولكن ستكون نهايتهم الهلاك.

أندرو مولر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net