الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 8 نوفمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المرحضة
وتجعل المرحضة بين خيمة الاجتماع والمذبح وتجعل فيها ماء ... وتقدم هرون وبنيه إلى باب خيمة الاجتماع وتغسلهم بماء ( خر 40: 7 ،12)
في المرحضة نجد الظل للحقيقة الموضحة في يوحنا13، فعند تقديس الكاهن كان يُغسل بماء المرحضة، ولكن هذا الاغتسال لم يكن ليتكرر مرة أخرى، إذ كان إشارة لغسل الميلاد الثاني. يقول الرسول "خلصنا بغسل الميلاد الثاني وتجديد الروح القدس" ( تي 3: 5 ). إنه يمكن أن تُرَّد نفوسنا أكثر من مرة، ولكن لا يمكن أن نولد من الله إلا مرة واحدة.

وجميع مَنْ يريدون الاقتراب من الله، يجب أن يكون الولادة من الله هو الشيء الأول والذي لا يمكن الاستعاضة عنه بأي شيء "إن كان أحد لا يولد من الماء والروح لا يقدر أن يدخل ملكوت الله".

وبعد تقديس الكهنة كان عليهم أن يغسلوا أيديهم وأرجلهم فقط من المرحضة، وكان هذا في كل مرة يخدمون فيها أو يقتربون للسجود "فيغسل هرون وبنوه أيديهم وأرجلهم منها عند دخولهم إلى خيمة الاجتماع يغسلون بماء لئلا يموتوا، أو عند اقترابهم إلى المذبح للخدمة ليوقدوا وقوداً للرب" ( خر 30: 18 -20). وما أسمى هذا الدرس لنفوسنا! إن الولادة من الله ليس كافياً في ذاته للخدمة والسجود، بل وأكثر من ذلك إن اليقين الكامل بالغفران والقبول أمام الله ليس هو كل المطلوب، يجب أن توجد النقاوة العملية، تكريس القلب لله، وإلا فالشركة تنقطع والخدمة تصبح غير مقبولة. إن القداسة تليق بشعب الله ـ بخدمة الله ـ وبالسجود لله ـ ببيت الله إلى طول الأيام.

ولم يكن أي ماء يصلح للاغتسال، بل فقط ماء المرحضة النحاسية. والمرحضة (في البرية) على الأرجح كانت مملوءة بالماء الخارج من الصخرة المضروبة، وهكذا من نفس الجنب المجروح خرج كل من الماء المُنقِّي والدم المطهِّر.

وقوة هذه التحذيرات الخطيرة نجدها في كلمات الرب لبطرس "إن كنت لا أغسلك، فليس لك معي نصيب"، ولنلاحظ أنه لا يقول "ليس لك فيَّ نصيب"، بل "ليس لك معي نصيب". إن المسألة ليست مسألة حياة في المسيح، ولكنها مسألة شركة معه. ففي سيرنا في هذا العالم، نتعرض بعد نوال الخلاص لدنس الطريق، الأمر الذي لا يطهرنا منه إلا المسيح. ولكن يجب أن نكون صريحين في اعترافنا له بكل شيء. يجب أن نقدم له، إن جاز التعبير، أرجلنا المتسخة حتى يغسلها ويمسحها بالمنشفة المتزر بها ( أف 5: 25 ،26).

أ.ج. بولوك
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net