الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 20 ديسمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سر الخدمة الحقيقية
وأما مرثا فكانت مرتبكة في خدمة كثيرة. فوقفت وقالت يا رب أما تبالي بأن أختي قد تركتني أخدم وحدي. فقُل لها أن تعينني ( لو 10: 40 )
كثيرون يخدمون الرب لمجد ذواتهم، فلا يُظهر الرب رضاه على هذه الخدمات. وواضح إني متى قمت بأية خدمة (مهما كانت نافعة وضرورية) بدون إرشاد الروح لي، فلا بد وأن أفقد الشعور بحضور الله، وجلي أنه لا نمو للنفس ولا فائدة من الخدمة، عندما تدخل الذات فيها بأية صورة.

إنه شيء مبارك جداً أن نعمل في حقل الرب، ولكن إذا كان عملي هذا يشغلني بذاتي أكثر من انشغالي بالمسيح، فإنه يسبب لي ضرراً بليغاً، كما أن هذا العمل لا يكون لأجل المسيح. يقول، تبارك اسمه "بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً" ( يو 15: 5 ). فإذا كنت حقاً أعمل من أجله وأنمو فيه، فلا بد وأن يكون جلوسي عند قدميه هو مكاني المحبوب لنفسي. وأينما وجدت شخصاً يخدم بدون الجلوس عند قدمي الرب فتأكد أنه من نوع مرثا. ولكن عندما يجلس الخادمون عند قدميه ويسمعون كلامه، فلا بد وأن تكون خدماتهم حقيقية ومُسرّة لقلبه.

إذا بدأت بالخدمة (كما يفعل الكثيرون في وقتنا الحاضر) فإن خدمتك تكون هزيلة، بينما إذا بدأت بالجلوس عند قدمي الرب فإنك تخدم بقوة، تخدم خدمة مُثمرة مقبولة. إن الخدمة قد تسكِّن الضمير فيُهمل الجلوس أمام الرب، وبذلك يفسد الشيطان الخدمة، ولكن بالجلوس عند قدمي السيد تزداد استنارة المؤمن، ويعرف أكثر فكر الرب ورضاه، لهذا؛ فخسارة مُحققة للنفس عندما تكون الخدمة هي المشغولية الأولى وينتج عن ذلك إهمال الجلوس عند قدمي الرب، أو يكون ذلك الجلوس قصير المدى.

ولم أعرف شخصاً أعطى الخدمة الأولوية وعرف حقاً ما معنى الجلوس عند قدمي السيد، ولكن شكراً لله، أعرف عاملين لا يكلّون في الخدمة، ويجدون لذة عُظمى في جلوسهم عند قدمي مخلصهم وربهم أكثر من أية خدمة. وواضح أن هؤلاء الذين يجلسون عند قدمي الرب معظم وقتهم، هم القادرون على خدمة أفضل في جو الثقة في سيدهم، الثقة التي هي أساس كل خدمة نافعة.

عن الفرنسية
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net