الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 15 مارس 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
ناظرين إلى يسوع
ناظرين (بثبات) إلى رئيس الإيمان ومكمله يسوع ( عب 12: 2 )
" ناظرين إلى يسوع " :

ثلاث كلمات فقط، ولكن فيها سر الحياة كلها.

ناظرين إلى يسوع، لا إلى صلواتنا أو تأملاتنا. لا إلى تقوانا ولا إلى خدماتنا. إليه لا إلى مواظبتنا على حضور الاجتماعات والاشتراك في مائدة الرب. كل هذه أمور حسنة جداً، علينا أن نواظب عليها، ولكن بدون أن نحوّل النظر عن يسوع ونعمته. فهو الذي يجعلها نافعة لنا بنعمته، وبها يُظهر ذاته لنا.

ناظرين إلى يسوع، وليس إلى مركزنا بين المؤمنين أو إلى أسرنا، أو إلى العلم الذي وصلنا إليه. ليس إلى آراء الآخرين فينا، ولا آرائنا في أنفسنا. بعضٌ من الذين تنبأوا باسمه سيسمعونه يقول لهم: "إني لم أعرفكم قط" ( مت 7: 22 ،23). أما أصغر مؤمن حقيقي فسيعترف المسيح به أمام أبيه وأمام ملائكته، لأنه نظر إلى يسوع.

إلى يسوع، وليس إلى إخوتنا. ولا حتى إلى أكثرهم تقدماً، وأحبهم إلينا. إن نظرنا إلى إنسان فإننا نكون في خطر من أن نفقد الطريق. ولكن إن اتبعنا يسوع فلن نتوه أبداً. كما أننا لو وضعنا أحداً بيننا وبين يسوع سيقل تقديرنا ليسوع ويزيد تقديرنا للإنسان، وإذا فشل ذلك الإنسان فسنفشل نحن أيضاً. أما إن كان نظرنا نحو يسوع فستكون علاقتنا بالآخرين بالوضع السليم. قد لا تكون مليئة بالحماس العاطفي ولكنها ستتصف بالعمق وبالحكمة، وستكون للصداقة فوائد يستعملها الرب للفائدة سواء كان الشخص معنا أم بعيداً عنا. في كل حال وعلى أي حال تكون بركة أكثر لنا إذ ننظر إلى يسوع ونزداد اقتراباً منه، فلا يفصلنا عنه شيء "لا موت ولا حياة" ( رو 8: 38 ،39).

إلى يسوع، لا إلى أعدائه أو أعدائنا. فتتحول كراهية الأعداء إلى محبة، وفي ذلك النُصرة الحقيقية.

إلى يسوع، وليس إلى العقبات التي تصادفنا. فإذا نظرنا إليها نزداد حيرة وخوفاً ونندهش لسبب حدتها ولا نعرف كيف نواجهها. حين نظر بطرس إلى الرياح والأمواج كاد يغرق، ولكن حين كان ناظراً إلى يسوع سار فوق الماء كما على صخرة. فكلما ازدادت الصعوبات، كلما ازداد احتياجنا للنظر إلى يسوع.

تيودور مونو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net