الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 إبريل 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بركة أم لعنة؟
فقالت نعمي لكنتيها اذهبا ارجعا كل واحدة إلى بيت أمها ... وليعطكما الرب أن تجدا راحة كل واحدة في بيت رجلها ( را 1: 8 ،9)
ما أسرع ما تظهر الآثار المُدمرة للبُعد عن الله. وفي قصة سفر راعوث نلاحظ كيف بدأت خطوات نعمي تتثاقل كلما كانت تقترب إلى بيت لحم. فنحن لن نكون إلا بركة أو لعنة، ولكن أن نكون شيئاً بين وبين، فهذا مستحيل. فإما أن نجذب الآخرين إلى الرب يسوع، وإما نبعدهم عنه.

كانت عُرفة ترغب في الذهاب إلى بيت لحم، ولكن نعمي التي سكنت في موآب زماناً هي التي أرجعتها!! مع أنها كانت تعلم إلى أي شيء ترجعها. ففي ع15 نقرأ أنها قالت لراعوث: "هوذا قد رجعت سلفتك إلى شعبها وآلهتها". هل كان أحد في بيت لحم يتصوَّر أن يصدر مثل هذا القول من نعمي قبل أن تذهب إلى موآب؟ حقاً، إن الخطوة الأولى في الانحراف تكون صغيرة، ولكن أي ابتعاد تنتهي بنا إليه! فإن نعمي لم تكن ترغب في أن تعود بعُرفة وراعوث إلى بيت لحم. لماذا؟ أكان ذلك خجلاً لكونها سمحت لابنيها أن يتزوجا من بنات موآب؟ ربما كانت تريد أن تخفي ذلك عن معارفها القدامى في بيت لحم. هذه هي الكبرياء المدمرة التي فينا، قد نفضّل أن نرى البعض يهلكون عن أن نعترف بما يُخجلنا. هذا ما حدث مع داود، فقد فضَّل أن يُقتل جندياً أميناً باراً عن أن تنكشف خطيته أمام الشعب (2صم11).

كم من أُناس وضعت بينهم وبين الله العوائق بسبب أصدقاء أو آباء لهم، حرصوا على أن يحققوا لأنفسهم نجاحاً زمنياً، أو مسرات جسدية، مستخدمين اسم الرب في ذلك تحت دعوى "الحق" وبالكلام الطيب والأقوال الحسنة يخدعون قلوب السُلماء ( رو 16: 18 ). كثيرون يضعون أولادهم في فم الأسد لرغبتهم في أن يصلوا بهم إلى مركز عالمي أفضل، ثم بعد ذلك يطلبون من الرب حتى لا يضرهم الأسد!!

إنه لمن الضروري لنا نحن الذين نعيش في وسط مسيحية اسمية ضلت عن الحق، أن نلاحظ كلماتنا وأفعالنا حتى نكون معونة لمن هم حولنا، بدلاً من أن نكون عائقاً لهم. لنحرص ألا نسمح للجسد أن يتحرك فينا، بل لنحرص ألا نشجع الجسد في أولادنا وفي مَنْ هم حولنا. فإن كنا نخدم المسيح في هذا، نكون (مرضيين) عند الله (ومُزكين) عند الناس ( رو 14: 18 ). "لأن ليس ملكوت الله أكلاً وشرباً، بل هو بر وسلام وفرح في الروح القدس" ( رو 14: 17 ).

هـ. ل. هايكوب
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net