الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 9 مايو 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
وادي الجباب
هكذا قال الرب اجعلوا هذا الوادي جباباً جباباً. لأنه هكذا قال الرب لا ترون ريحاً ولا ترون مطراً وهذا الوادي يمتلئ ماءً فتشربون أنتم وماشيتكم... ( 2مل 3: 16 ،17)
إن الوادي يتكلم دائماً عن مذلة الاتضاع، إنه مكان الأحزان والحرمان. ولكن أن يُجعل الوادي جباباً فهذا معناه مزيد من الفراغ والعوز والاحتياج، وهذا هو طابع البرية. إن حياتنا مليئة بالجباب الفارغة. فهناك جُب الفقر إذا جفت الموارد المادية، وهناك جُب المرض، وقد يلازم الإنسان مدى الحياة. وهناك جُب الحرمان العاطفي أو الحرمان من أشخاص تعلقنا بهم، وقد يأتي ذلك مبكراً في الحياة. أو الحرمان من البيت والحياة المستقرة إذا حرك النسر عشه وزعزع الاستقرار، أو الحرمان من التعليم لسبب أو لآخر. أو الحرمان من الجمال والقبول أو الحياة الزوجية السعيدة. أو الحرمان من الأولاد لإشباع عاطفة الأبوة أو غريزة الأمومة. أو غير ذلك من صور الحرمان من احتياجات طبيعية في النفس البشرية، وكلها جباب فارغة تطلب الملء. ولكن أمين هو الله الذي لا يحرم من الكل، ولا يَدَعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع، بل يعطي مع التجربة المنفذ. فهو إن حرم من شيء فيقيناً سيعوض في شيء آخر، وهو قد يسمح لنا بالتفريغ والحرمان من أمور زمنية أرضية لكي نمتلئ ببركات روحية سماوية.

إنه يسير في عيني الرب أن يملأ الجباب الفارغة حسب الحاجة تماماً ويسد العوز بما يناسبه؛ فيملأ الفقر بالمال، والمرض بالصحة، والخوف بالسلام، والوحدة بالأنيس، والفراغ العاطفي بشخص حنون وعطوف، وهكذا ... لكنه في بعض الأحيان قد يسمح بترك بعض الجباب فارغة دون ملء وذلك لكي نختبر كفايته الشخصية لنا، هو وليس عطاياه. عندما تنساب كفاية المسيح على كل فراغ في حياتنا لتشملنا وتحتوينا، فإننا معه لن نشعر بالفراغ ولن نشكو من الاحتياج، فهو شخصياً التعويض الرائع والبديل العظيم. وهذا ما اختبره حبقوق في يومه إذ قال "فمع أنه لا يُزهر التين، ولا يكون حمل في الكروم، يكذب عمل الزيتونة، والحقول لا تصنع طعاماً، ينقطع الغنم من الحظيرة، ولا بقر في المذاود، فإني أبتهج بالرب وأفرح بإله خلاصي" ( حب 3: 17 ،18). إن المسيح كافٍ لحضن الآب، وهو كافٍِ لنا جداً. عطاياه قد تملأ بعض الجباب، لكنه هو أعظم. هذا مَنْ نحتاج إليه. والحاجة إليه وحده "فاختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها" "لو10: 42).

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net