الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 30 أغسطس 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
في وسطهم
لأنه حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم ( مت 18: 20 )
لقد وعد الرب يسوع تلاميذه قائلاً: "حيثما اجتمع اثنان أو ثلاثة باسمي فهناك أكون في وسطهم" ( مت 18: 20 ) وبالتأكيد لا يمكن أن يخطر على بالكم أن الرب ينسى وعده أو يتهاون في الوفاء به. لقد أعطى الوعد مؤكداً بأنه سيكون في وسط اثنين ـ وهو أقل عدد ممكن أن يجتمع. فالرب يقدس أصغر اجتماع يُعقد باسمه ويشرفه بحضوره فيه. فكّروا في هذا ملياً! لأنكم إذا نسيتم هذه الحقيقة الرئيسية عند اجتماعكم في يوم الرب، فكيف تدنون من الرب وليس لكم الإيمان بأنه حاضر يقيناً ولو لم تَرَه عيونكم؟

اذكروا أن العبادة المسيحية هي بالإيمان، بينما كانت العبادة اليهودية بالعيان والشم واللمس. فالإسرائيلي كان ينظر الهيكل والمذبح، وكان يسمع صوت رئيس الكهنة وكان يستنشق رائحة الذبيحة، وكان يلمس بيده رأس المُحرقة، تلك كانت عبادة الجسد. ولكننا نعبد الله "بالروح والحق" وهذه العبادة لا بد أن تكون بالإيمان لأنه بدون إيمان لا يمكن إرضاء الله ( عب 11: 6 ). فإذا دخلتم الاجتماع لتعبدوا الله، تذكَّروا أنكم في حضرة كائن لا تراه العين ولا تسمعه الأذن، فانظروا أن تقتربوا "بقلب صادق في يقين الإيمان" لأنكم داخلون إلى قدس الأقداس ( عب 10: 19 -22). فليكن اهتمامكم الكُلي بالرب غير المنظور لأنه أعظم من الكل وأهم من جميع الذين يدخلون إلى الاجتماع.

وفي محضر ربنا المبارك ومخلصنا العظيم، يجب أن يشعر كل منكم في قلبه بخشوع كثير وخوف مقدس ذاكراً أنه "ببيت (الله) تليق القداسة" وإنك تفعل حسناً عند دخولك الاجتماع إذا أحنيت رأسك وأغمضت عينيك في صلاة صامتة حتى تقطع عن نفسك أي فكر توحي به إليك الأشياء المنظورة، وحينئذ تشعر أنك بالروح قد تركت البرية ودخلت المقادس، قد تحولت من سائح وغريب إلى ساجد وعابد تاركاً الأشياء التي تُرى منحصراً في الأشياء التي لا تُرى، قاطعاً عنك كل الأمور الأرضية، منشغلاً بالأمور السماوية، متحولاً عن طريقك الفردي، مندمجاً في زُمرة القديسين السماويين، بل موجوداً في حضرة إلهنا المُحب وربنا الحي المبارك. وإذ تُدرك ذلك التغيير العظيم، فإنك تشعر كم يجب عليك أن تسلك بكل حرص وبكل دقة إزاء قُدسية الظروف التي أنت فيها.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net