الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 10 سبتمبر 2003 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بديلي
لأنه يوجد إله واحد ووسيط واحد بين الله والناس، الإنسان يسوع المسيح الذي بذل نفسه فدية لأجل الجميع ( 1تي 2: 5 ،6)
أثناء الثورة الفرنسية اعتُقل كثيرون، كان من بينهم الكونتس "لابياني" وتم احتجازها هي وخادمتها في انتظار تنفيذ حكم الإعدام فيها.

ظلت الكونتس لابياني في بكاء مستمر، تعبيراً عن مخاوفها وأحزانها وضيقة نفسها، حتى لم تبق لها قوة على البكاء؛ وعندها راحت في سُبات عميق من التعب والإعياء. بعد قليل استيقظت الكونتس منزعجة، ولشدة دهشتها أنها لم تجد خادمتها، ولكن وجدت ملابس خادمتها مُلقاه بجوارها، كما لم تجد الكونتس ملابسها الشخصية التي كانت موجودة معها في الحجرة.

وبعد دقائق فُتح الباب ودخل ضابط، فأيقنت الكونتس أن ميعاد الموت قد جاء، وأن هذا الضابط سيقودها إلى حبل المشنقة لا محالة. ولكن، ويا للعجب، قال لها الضابط: "أيتها الخادمة .... اذهبي بسلام، لقد تم تنفيذ حكم الإعدام في سيدتك الكونتس لابياني". وعندما نظرت إلى قائمة المحكوم عليهم بالإعدام، وجدت اسمها وبجواره مكتوب: تم تنفيذ حكم الإعدام فيها.

خرجت الكونتس ودموعها تسيل بغزارة من مُقلتيها، وقد أدركت أن خادمتها لبست، طواعية واختياراً، ملابسها، ليُنفذ فيها حكم الإعدام بدلاً منها، وبالفعل ماتت لأجلها في قصة فداء نبيلة، قليلاً ما يعرفها العالم.

قارئي العزيز .. بالتأكيد أُعجبت واندهشت من حُب هذه الخادمة لسيدتها .. ولكن لديَّ قصة أعجب جداً من هذه، وهي أن السيد مات لأجل العبيد. فلقد مات الرب يسوع، وهو الله الظاهر في الجسد ( 1تي 3: 16 ) وملك الملوك ورب الأرباب ( رؤ 19: 16 )؛ مات لأجلي ولأجلك، نحن البشر مخلوقاته الذين كنا عبيداً للخطية ( يو 8: 34 )، وللشيطان ( عب 2: 15 ). وليس كما لبست الخادمة ملابس سيدتها لبس المسيح ملابسنا فقط، لكنه أخذ جسداً مثلنا، ذاك الذي "إذ كان في صورة الله، لم يحسب خلسة أن يكون معادلاً لله، لكنه أخلى نفسه آخذاً صورة عبد، وإذ وُجِد في الهيئة كإنسان، وضع نفسه وأطاع حتى الموت، موت الصليب" ( في 2: 6 -8).

ما أعجب حبه! اسمعه قبل أن يذهب ليموت لأجلنا قائلاً: "ليس لأحد حب أعظم من هذا، أن يضع أحد نفسه لأجل أحبائه" ( يو 15: 13 ). إنه يحبك، فهل تقبله بديلاً ونائباً عنك فتخلص خلاصاً أبدياً؟

زكريا ستاورو
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net