الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 16 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
باب السعادة الحقيقية
أحمدك أيها الآب رب السماء والأرض، لأنك أخفيت هذه عن الحكماء والفهماء وأعلنتها للأطفال. نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك ( مت 11: 25 ،26)
منذ عدة سنوات تقدم ولد أصم أبكم إلى امتحان في أحد المعاهد التابعة لإحدى الكنائس في لندن؛ فسُئل: كيف أتى هذا الكون إلى الوجود؟ فكتب في الحال: "في البدء خلق الله السماوات والأرض" ( تك 1: 1 ).

ثم سُئل مرة أخرى: لماذا أتى الرب يسوع المسيح إلى العالم؟ فملأت الابتسامة مُحياه، وبسرور واغتباط كتب "صادقة هي الكلمة ومستحقة كل قبول، أن المسيح يسوع جاء إلى العالم ليخلص الخطاة الذين أولهم أنا" ( 1تي 1: 15 ).

ثم وضعوا أمامه السؤال الثالث: لماذا وُلدت أصم أبكم بينما كان الله يمكنه، وبسهولة، أن يجعلك سامعاً ومتكلماً؟! وكان المقصود من السؤال هو إثارة مشاعره الدفينة الكامنة في داخله وإظهارها.

وقال شاهد عيان عنه: لا يمكنني أن أنسى السلام والهدوء اللذين ارتسما على وجهه عندما أمسك بالطباشير ليكتب إجابته التي كانت: "نعم أيها الآب، لأن هكذا صارت المسرة أمامك" ( مت 11: 26 ).

لقد كان يحمل نير المسيح، الذي يعني الخضوع والتسليم الكامل، في كل ظروف الحياة المختلفة، لإرادة الله ومشيئته. ففي الكتاب المقدس يشير النير دائماً للخضوع لإرادة شخص آخر ( مت 11: 28 -30). ولقد كان الرب يسوع المسيح هو المثال الكامل في هذا، من بداية مسيرته الرائعة في هذا العالم إلى نهايتها. لقد سلّم تماماً لمشيئة الآب، آخذاً كل شيء من بين يديه.

أيها الأحباء .. إن ظروفنا البسيطة، مهما كانت مؤلمة في بعض الأوقات، هي لا شيء إذا ما قُورنت بما كان على الرب يسوع أن يواجهه. ولكن كيفما كانت ظروفنا، فنحن مدعوون لأن نحمل نير الرب بخضوع كامل لِما يسمح به. ولنا أن نتعلم منه أن نخضع لمشيئة الآب ونرى يده ترتب كل أمورنا، المُرّة والحلوة على السواء، ونحن نعلم يقيناً أن جميع الأشياء تعمل معاً لخيرنا ( رو 8: 28 )؛ وهكذا نجد راحة لأنفسنا.

عزيزي .. إن الإرادة المُخضعة لله هي باب السعادة الداخلية الحقيقية، وهي السبيل الوحيد للوصول إلى راحة النفس. وبقدر ما نُخضع إرادتنا لله ونُجيب قائلين: "نحمدك أيها الآب لأن هكذا صارت المسرة أمامك" بقدر ما نجد سلام المسيح وفرحه يملآن نفوسنا.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net