الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 يناير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
الانفصال عن العالم
هكذا يقول الرب إله إسرائيل: أطلق شعبي ليعيِّدوا لي في البرية ... فنذهب سفر ثلاثة أيام في البرية ونذبح للرب إلهنا ( خر 5: 1 -3)
لقد أراد الرب أن يذهب شعبه سَفَر "ثلاثة أيام في البرية"، فالعيد للرب يجب أن يكون خارج مصر (رمز العالم الحاضر)، لأن محبة العالم (أي مُصادقة العالم) هي عداوة لله، لأنه "أية شركة للنور مع الظلمة، وأي اتفاق للمسيح مع بليعال، وأي نصيب للمؤمن مع غير المؤمن، وأية موافقة لهيكل الله مع الأوثان" ( 2كو 6: 14 -18). فلم يكن من المُحتم على بني إسرائيل أن يخرجوا من مصر فقط، بل أن يذهبوا سفر ثلاثة أيام في البرية، لأنه في الثلاثة الأيام نرى القيامة، نرى الموت والقيامة مع المسيح. والرب لا يمكن أن يقبل ذبيحة أو أن يُبنى له مذبح في مصر (أي العالم)، وإننا لا نستطيع أن نخدم سيدين ( مت 6: 24 )، وهذا الأمر يجب أن يفهمه كل مؤمن.

لقد أراد فرعون أن يذبحوا للرب في الأرض، أرض مصر ( خر 8: 25 )، وإذا تركوا الأرض فعليهم ألا يذهبوا بعيداً ( خر 8: 28 ). ولكن غرض الله هو أن يكون هناك انفصال تام عن هذا العالم وعن إله هذا العالم، وهذا لا يتم إلا إذا اتخذنا مكاننا في أرض القيامة. وسَفَر ثلاثة أيام في البرية يأتي بالشعب إلى ما وراء بحر سوف حيث لا تستطيع جيوش فرعون الوصول، وحيث لا يستطيع فرعون أن يقتفي أثرهم. وطوبى للذين متى خرجوا من مصر، يختبرون في نفوسهم ويُظهرون في تصرفهم ويشهدون بأعمالهم أنهم قد وصلوا إلى هذه النقطة، عالمين: أن صليب المسيح قد صلب العالم لهم وهم للعالم.

كان فرعون راضياً أن يكون بنو إسرائيل متدينين على شرط أن يكونوا في مصر أو قريبين منها، ولكن موسى فَهِم الحيلة ورفضها رفضاً باتاً ( خر 8: 26 ، 27). والشيطان أيضاً لا يُمانع قط في تدين الناس بديانة عالمية، وهو لا يقاوم شخصاً يسير مع العالم في ديانته، وليس له اعتراض على مسيحيين عالميين، وهو يوافق على تدّين الإنسان بشرط أن يظل تحت سيطرته، وهكذا كان قايين عندما قدَّم قربانه للرب مع أنه كان من الشرير ( تك 4: 3 ؛ 1يو3: 12). إن الشيطان لا يقاوم إلا الشخص الذي يريد أن يسلّم القلب تماماً للمسيح. ولكن الله يريدنا أن نحفظ أنفسنا بلا دنس من العالم ( يع 1: 27 ) لأنه لا عيد، ولا عبادة، ولا سجود حقيقي للرب بدون الانفصال الكامل عن مصر، عن العالم.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net