الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 26 أكتوبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا تستغربوا البلوى
أيها الأحباء، لا تستغربوا البلوى المُحرقة التي بينكم حادثة، لأجل امتحانكم ... بل كما اشتركتم في آلام المسيح، افرحوا لكي تفرحوا في استعلان مجده أيضاً مُبتهجين ( 1بط 4: 12 ،13)
أيها القارئ العزيز، إننا ونحن قاصدين المجد الذي سنذهب إليه بعد قليل جداً، نجتاز الآن وادي الدموع والبكاء. إنها البرية بتجاربها وآلامها، بخسائرها وأحزانها، لكنها أيضاً ببركاتها وتعزياتها. لقد قال واحد من رجال الله عن الآلام التي يرسلها الرب في طريق البرية: إنها ليست بلا سبب فينا، لكن أيضاً ليست بلا محبة فيه.

لقد كان على يوسف أن يجتاز الوادي الذي قيل عنه "انسحاق يوسف" ( عا 6: 6 )، وعندما دخل السجن تم فيه المكتوب "في الحديد دخلت نفسه" ( مز 105: 18 )، ثم خرج من السجن إلى رحب لا حصر فيه، فتعلم بعدها أن الظروف المُربكة في الحياة والتي تبدو أنها ضد مقاصد الله، هي عينها التي تتمم مقاصد الله، فعرف أن الله مسيطر على كل شيء، فقال لأخوته: "فالآن ليس أنتم أرسلتموني إلى هنا بل الله" ( تك 45: 8 ).

ولقد كان أيوب قبل التجربة راضياً عن نفسه مكتفياً ببره الذاتي، وهكذا لم يعرف نفسه مُطلقاً في محضر الله، فكان لا بد له أن يجتاز المرار ويقول: "هكذا تعيَّن لي أشهر سوء وليالي شقاء قُسمت لي" ( أي 7: 3 ). وأخيراً بعد نهاية الآلام التي حفرت في نفسه أخاديد عميقة، كانت الفرصة لجريان النعمة وإعلان الله عن نفسه له، فقال: "قد علمت أنك تستطيع كل شيء، ولا يعسر عليك أمرٌ" ( أي 42: 2 ). لقد وضع الله في مكانه الصحيح، ثم قال عن نفسه: "أرفض (نفسي) وأندم في التراب" ( أي 42: 6 ). وهكذا وضع نفسه أيضاً في مكانها الصحيح.

لقد اشتاق بنو قورح للوجود في حضرة الله، فقالوا: "ما أحلى مساكنك يا رب الجنود! تشتاق بل تتوق نفسي إلى ديار الرب" ( مز 84: 1 ،2). لكن كيف تم ذلك؟ لقد قصد الرب أن يجتازوا وادي البكاء، نعم إنه وادي الذل والاتضاع، لكنه أيضاً مكان التمتع بالبركة "عابرين في وادي البكاء يصيرونه ينبوعاً" ( مز 84: 6 ). ولكن الأروع من ذلك أنه تم فيهم المكتوب "يُرون قدام الله في صهيون" ( مز 84: 7 ). فوادي البكاء هو مكان البركة، لكن الأعظم من ذلك هو الوسيلة ليكون لنا هنا مكان في محضر الرب.

عزت نظير
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net