الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 1 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هل أنت صانع سلام ؟
طوبى لصانعي السلام، لأنهم أبناء الله يُدعون ( مت 5: 9 )
ما أهم هذا التطويب! فنحن نعيش في عالم لا يعرف السلام. ونحن وإن كنا نأسف لهذا، لكننا لا نندهش، لأنه "لا سلام ... للأشرار" ( إش 48: 22 يو 8: 44 ). وأية غرابة أن يكون هذا حال العالم، وهو كما نعلم لا زال يرزح تحت سيادة الشيطان، ذاك الذي "كان قتالاً للناس من البدء"؟ (يو8: 44).

إن المسيح هو صانع السلام الأعظم، ذلك السلام الذي كلّفه دم صليبه. وأنت لن يمكنك أن تكون صانع سلام قبل أن تتمتع أولاً بالسلام الذي صُنع، وذلك بأن تحصل عليه هبة مجانية بالإيمان بالذي مات على الصليب ليكون سلامنا ( رو 5: 1 ). وعندئذ يمكنك أن تُخبر الناس عن هذه البركة العُظمى، وتبشر بالسلام الذي عمله الله لأجلنا "نطلب عن المسيح تصالحوا مع الله" ( 2كو 5: 20 ). وما أجمل أقدام المبشرين بالسلام، المبشرين بالخيرات ( رو 10: 15 ).

ثم إنك إذ تتمتع بالسلام مع الله، وإذ يملك في قلبك سلام الله ( كو 3: 15 )، فإنه سيكون بوسعك أن تشيع جو السلام على مَنْ حولك بأن تعكس صفات أبيك في سلوكك اليومي. فلقد دُعي الله أبونا "إله السلام" سبع مرات ( رو 15: 23 ، 16: 20؛ 1كو14: 32؛ 2كو13: 11؛ في4: 9؛ 1تس5: 23؛ عب13: 20). لهذا فإن أولاد "إله السلام" سيعملون جاهدين لصُنع السلام.

وما أهم أن يسود في وسط اجتماعات القديسين جو السلام "مجتهدين أن تحفظوا وحدانية الروح برباط السلام" ( أف 4: 3 ) ففي هذا الجو تُبنى الكنائس وتتكاثر ( أع 9: 31 ؛ يع3: 18).

وما أجمل أيضاً أن يسود جو السلام بيوتنا. لذا فإن الرسول بولس عندما كان يعالج مشكلة مفارقة المؤمن لشريك الحياة غير المؤمن، لم يشجع القديسين على ذلك، إذ قال: "إن الله قد دعانا في السلام" ( 1كو 7: 15 ).

بل إن المؤمن يسعى بالسلام مع جميع الناس تتميماً لقول الرسول: "إن كان ممكناً فحسب طاقتكم سالموا جميع الناس" ( رو 12: 18 ). ولنتذكر قول الرسول في العديد من رسائله "لنعكف إذاً على ما هو للسلام" ( رو 14: 19 )، "عيشوا بالسلام" ( 2كو 13: 11 )، "اتبعوا السلام مع الجميع" ( عب 12: 14 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net