الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 23 نوفمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
واحد من كل الأشياء
وليس ذلك فقط، بل نفتخر أيضاً في الضيقات، عالمين أن الضيق يُنشئ صبراً، والصبر تزكية، والتزكية رجاء، والرجاء لا يخزي ( رو 5: 3 -5)
هنا نجد الغرض الحقيقي من التجارب، وهو امتحان خضوعنا للرب وتحريرنا من طرقنا الخاصة "الضيق ينشئ صبراً". ولا مجال لممارسة الصبر إلا في التجارب. إذا كان كل شيء سائراً في السبيل الذي نريده. فلا يوجد شيء نصبر لأجله لأن الصبر يتطلب طرح إرادتنا الذاتية ورغائبنا الخاصة. ومن ثم فإن التجارب تُظهر إلى أي حد نرغب في التخلي عن إرادتنا ورغباتنا لنقبل إرادة الله وما يختاره لنا، إذ يجب ألا ننسى أنه مهما تكن الظروف، فإن الله إنما يسمح بها لخيرنا. "ونحن نعلم أن كل الأشياء تعمل معاً للخير للذين يحبون الله، الذين هم مدعوون حسب قصده" ( رو 8: 28 )

إن ما يختاره الله لنا، قد يظهر أحياناً بأنه قاسي وصعب علينا احتماله. إذا كان الأمر كذلك، فما هذا إلا لأننا لسنا في تمام التسليم لله وتنقصنا الثقة في محبته وحكمته. إن الله إما أن يكون قد اختار لنا الأفضل فيما أرسله إلينا أو سمح بأن يأتي علينا في الحياة، أو أنه قد اختار لنا بإرادته ما يعلم أنه ليس لمصلحتنا. ومَنْ ذا الذي يتجاسر بأن يتهم الله بهذا الاتهام؟ كلا وألف كلا. فالله محبة، ولم يُشفق على ابنه الوحيد بل بذله لأجلنا، فكيف لا يختار لنا أفضل الأشياء؟ إنه لا يتطرق إلينا شك في حكمته، فهو يعرف النهاية من البداية ويعرف تماماً النتائج التي ستحدث من كل شيء. كما أن قدرته لا يمكن أن تكون موضع تساؤل. وكل ما يأتي علينا إما أن يكون قد أمر به أو سمح به، لأن له السلطان المُطلق على منع أي شيء من الحدوث. وبناء عليه إذا حدث شيء فيكون ذلك لأن الله اختاره أن يكون. وعلى ذلك يكون التذمر أو التشكي بمثابة القول إننا نعرف ما هو الأفضل لنا أكثر مما يعرف الله، أو أن الله لا يُعني بنا عناية كافية حتى يختار لنا الأفضل. والقول الأول كبرياء وتجديف، والثاني عدم ثقة في دوافع الله وفي محبته.

أيها الأحباء .. إن أي شيء يصيب المؤمن ليس إلا واحداً من هذه الأشياء المكتوب عنها "كل الأشياء تعمل معاً للخير". ليتنا لا نخشى شيئاً، و"احسبوه كل فرح يا إخوتي حينما تقعون في تجارب متنوعة، عالمين أن امتحان إيمانكم ينشئ صبراً ... لكي تكونوا تامين وكاملين غير ناقصين في شيء" ( يع 1: 2 ،3).

أ. هادلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net