الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 11 ديسمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
السجود المسيحي
تأتي ساعة وهي الآن حين الساجدون الحقيقيون يسجدون للآب بالروح والحق. لأن الآب طالب مثل هؤلاء الساجدين له ( يو 4: 23 )
غني عن البيان أن السجود هو امتياز أولاد الله، فهم وحدهم يقدمونه بالروح والحق إلى ذلك الذي لا يطيق الخطية في محضره. والذين اغتسلوا بدم الحَمَل وقَبِلوا الروح، هؤلاء وحدهم في استطاعتهم أن يدنو من الله ويعبدونه، ومن المُحال أن يقدم غير المؤمن سجوداً لله "بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه". ربما يظفر مثل هذا ببركات زمنية، وقد يتحنن الله عليه كإنسان خاطئ، ومع كلٍ فهو لا يعرف الله ولم يقبل الروح ولم يغتسل بدم المسيح، لذلك من المستحيل أن يسجد مثل هذا لله، وإذا ظن أن في ميسوره أن يدنو من الله، فذلك برهان على جهله بنفسه وجهله بالله الذي يظن أنه يعبده.

مَنْ في قدرته أن يدخل المَقدِس إلا الذي تقدَّس؟ مَنْ يخاطب الآب كآب إلا الابن، فضلاً عن أن السجود يُقدَم على مبدأ وحدة جسد المسيح وبالروح الذي كوَّن هذا الجسد، وكل مَنْ ليس من الجسد فهو طبعاً خارج عنه. أما الزعم بأنه يمكن للشخص الذي ليس له الروح القدس أن يكون من أعضاء الجسد، هو بمثابة إنكار الجسد ـ جسد المسيح ـ وغايته وطبيعته، لأنه إذا أمكن أن يدخل شخص غير مؤمن إلى حضرة الله مقدماً السجود، لم يكن هناك حاجة إلى جسد يسكن فيه روح الله، ولا إلى الفداء الذي هو أساس كل شيء، ولا لزوم إلى شعب مفدي إذا أمكن لأهل العالم أن يعبدوا الله في حضرته. وما الداعي إلى السجود لله بالروح طالما كان في الإمكان تقديم السجود من شخص خالِ من الروح؟ فالسجود المشترك يفرض وجود أشخاص متحدين في جسد واحد بروح واحد وكلٍ منهم يستطيع بإخلاص أن يعبِّر عن الجماعة كلها حينما يخاطب الله قائلاً "نحن"، فالمؤمنون هم الساجدون لله. أما مَنْ ليس له معرفة حقيقية عن فاعلية دم المسيح فلا بد أن يضطرب حينما يدنو من الله لأن محضر الله عوضاً أن يهبه فرحاً، يُشعره بالخطية، لأن الفرح نصيب مَنْ فاز بالسلام الذي يهبه المسيح، ومركز الساجد الحقيقي هو الوجود في حضرة الله بيقين مُطهراً من كل خطية بدم المسيح والقيام في النور كما هو في النور.

داربي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net