الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 28 ديسمبر 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
لا يكون ليلْ هناك! (2)
وهم سنيظرون وجهه، واسمه على جباههم، ولا يكون ليلٌ هناك، ولا يحتاجون إلى سراج أو نور شمس، لأن الرب الإله ينير عليهم وهم سيملكون ... ( رؤ 22: 4 ،5)
عزيزي .. ربما تقرأ هذه الكلمات وسط سكون الليل، ربما تُحيط بك ظلمة نفسية حالكة ... هل تعرف ما الذي سيحدث لو أتى الرب يسوع الآن؟ ستذهب في لحظة وطرفة عين لتكون مع المسيح، ستجد نفسك محوطاً بملايين القديسين والملائكة، وسيذهب بك الرب يسوع إلى بيت الآب وهناك لا ليل؛ لن تشاهده في ما بعد؛ أي ستكون هذه اللحظات هي آخر ليل تشاهده وإلى أبد الآبدين!

ألا تشعر يا رفيق السياحة والتعزية، رغم الظروف الصعبة، باقتراب بزوغ الفجر؟! ألا ترى معي أن الليل كاد ينتهي، وأن كوكب الصبح المُنير قد لاح، وأن مجيء الرب قد اقترب؟! ألا تسمع صوته من خلال الأحداث الجارية وكأنه يقول لعروسه "أنا آتِ سريعاً". إنه يدعونا من عالمنا الكئيب إلى بيت الآب الرحيب، ومن مدننا التي تهرأت إلى المدينة التي صانعها وبارئها الله، ومن حيث نلمس آثار الخطية في كل ما يحيط بنا إلى مكان البركة والحياة الأبدية حيث الخطية وكل نتائجها لا تقدر أن تدنو.

نتذكر عندما جمع الرب يسوع تلاميذه المضطربين في ليلته الأخيرة والحزينة على الأرض. في تلك الليلة الشتائية الباردة، عندما كانت سُحب الدينونة على وشك أن تصب غمارها فوق رأسه القدوس على الصليب. فإنه اخترق ظلمات الدينونة التي انفرد هو بها، ووعد تلاميذه أنه سيمضي ليعد المكان، وقد قربت اللحظة التي فيها يتحول الإيمان إلى عيان. إن أول ذكر في الكتاب المقدس للإيمان جاء في الليل (تك15). ففي الليل الحاجة ماسة إلى الإيمان، لكننا هناك سنرى وجهاً لوجه، ونعرف كما عُرفنا.

وهو وعد "إن مضيت وأعددت لكم مكاناً آتي أيضاً وآخذكم إليَّ" ( يو 14: 3 ). ومع أن وقت غربتنا في عالم الهول كان مُتعباً إذ كان وقت انتظار وتجارب، لكن تشدد أيها السائح المسيحي "ماران آثا" وهو حتماً سيأتي، ومجيئه سينهي ظلمة الليل، ويبدل نواحه بالأفراح. أخي .. إن ظلال الزمن تمضي مُسرعة، واليوم الأبدي قد اقترب جداً، وعندئذ لن يكون ليل، ولا ما يمت إليه بصلة. فتشدد أيها الحبيب "فعند المساء يبيت البكاء وفي الصباح ترنم" ( مز 30: 5 ).

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net