الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 21 فبراير 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
اخرج إلى البقعة
وكانت يد الرب عليَّ هناك، وقال لي: قُم اخرج إلى البقعة وهناك أكلمك. فقُمت وخرجت إلى البقعة، وإذا بمجد الرب واقفٌ هناك ( حز 3: 22 ،23)
يقول السيد الرب لكل واحدٍ منا: "قم اخرج إلى البقعة ... وهناك أكلمك" ( حز 3: 22 ). والبقعة (حسب ترجمة داربي للكتاب المقدس) هي وادي أو سهل مُحاط بالمرتفعات من جميع الجهات. هذا لا يعني خروجنا من العالم، ولا هو يعني أن نعفي أنفسنا عن العمل الصالح الذي أعده لنا سيدنا. لكنه يعني أن نبتعد ـ حسب الطاقة ـ عن عجيج وضجيج ما نقوم به من زيارات ومقابلات تخضع لتقاليد بالية في مجتمعاتنا. كما ونبتعد أيضاً ـ كلما أمكن ـ من ضجيج مشغولياتنا اليومية، أتجاسر وأقول: بما فيها طاحونة مشغولياتنا الروحية!

لقد اختارت مريم النصيب الصالح الذي لن يُنزع منها. فلصوت الرب ونحن في ركن هادئ .. في عُلية منعزلة، وفي بقعة خالية ـ لصوته هذا، لحن خاص وعبق خاص.

أضف إلى هذا أنه في البقعة، وفيها بالذات، سيشرح لنا سيدنا لنتفهم أكثر يد المحبة التي قد تثقل علينا أحياناً ـ وهي التي تؤول في النهاية لبركة نفوسنا ومجد اسمه!

وفي هذه الروح ذاتها كان الرب قد قال لإيليا: "انطلق من هنا ... واختبئ عند نهر كريث" ( 1مل 17: 3 )!

في تقويم صدر باللغة العربية منذ سنوات قليلة جاء الآتي:

كتب أحدهم: يوجد في المقطوعة الموسيقية وقفات وتنهدات، تكون جزءاً من النغمة وتلك في غاية الأهمية في مكانها، تماماً كالنوتة المعزوفة. فالسكتات تعمل نوعاً من الخلل المرغوب فيه!!

نفس الشيء يحدث في حياة المؤمن. فالله لديه ما يُشبه المقطوعة الموسيقية خاصة بكل مؤمن، وهو يريد أن يعزف نغمة حياتنا طبقاً لها. وعلينا أن لا نستغرب عندما يكون فيها وقفات. فهي تشكِّل جزءاً من خطة الله لنا.

إن لدينا ميلاً شديداً للاعتقاد بأن الحياة تتكون فقط من مجموعة أنشطة مختلفة. لكن ربنا يطلب منا أيضاً أن نتوقف ونستريح في محضره لكي ما يملأنا. إننا نحتاج حقيقة إلى فترات الراحة هذه لكي تسير حياتنا في انسجام وتناغم، وتُصبح مليئة ومُثمرة. وفترات الراحة، أو الوحدة، لها فائدة؛ وهي ضرورية، إذ تعلمنا الصبر والهدوء والثقة فيه، وتزيدنا تشبهاً بالرب يسوع.

نعم "بالهدوء والطمأنينة تكون قوتكم" ( إش 30: 15 ).

جبمس إسحق
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net