الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 24 مارس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
بنات أورشليم
يا بنات أورشليم، لا تبكين عليَّ بل ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن .. لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون اليابس؟ ( لو 23: 28 -31)
كانت في كلمات الرب يسوع المسيح لبنات أورشليم دعوة للتوبة، فإنه عندما قال "ابكين على أنفسكن وعلى أولادكن" لم يَشر فقط إلى الأهوال القادمة على المدينة، بل أيضاً إلى آثام وذنوب تلك المدينة. هذا واضح من كلماته التي اختتم بها عبارته لهن: "لأنه إن كانوا بالعود الرطب يفعلون هذا، فماذا يكون باليابس؟". إنه تكلم عن نفسه كالعود الرطب، إذ كان في شباب العمر وكان بريئاً، وشهدت لهذا دموع النساء. ولم يكن هناك سبب يبرر موته، ولكن الله سمح أن تأتي عليه كل هذه البلايا.

وأمة اليهود كان يجب أن تكون عوداً رطباً. لقد غرسها الله وأحاطها بكل رعاية، ولكنه لما جاءها يطلب ثمراً لم يجد. لقد جفت ونضبت فيها عصارة التقوى والفضيلة. يبست وصارت مهيأة للحريق. وإذ جاءها العدو ليشعل النار، فلماذا يتداخل الله؟ هذا ما فعله الرب يسوع المسيح. إنه يتمهل ليوقظ فيها مشاعر التوبة. إنه أراد أن ينقل إحساسات بنات أورشليم من دائرة المشاعر إلى دائرة أعمق. لقد أعطينه دموع العاطفة وهو أراد إلى جانب هذه دموع الندامة، لأن الديانة الصحيحة هي التي تمس الضمير.

فهل استجابت إحداهن لكلمات الرب يسوع؟ هذا ما لا نعرفه، ونخشى أن تكون القليلات هن اللواتي تأثرن بكلامه، وعلى أية حال سرعان ما أحرقت نار الدينونة تلك الشجرة الخضراء وتركتها هشيماً. وأولئك الذين لم يبكوا على خطاياهم قبل وقوع الضربة، تعيَّن عليهم أن يبكوا طويلاً وبلا انقطاع. وحجاج بيت المقدس إلى يومنا هذا يقتادون إلى بقعة تُسمى "المبكى" حيث يتوجه مَنْ يستطيع من اليهود في كل يوم جمعة، وهناك يبكون خراب مدينتهم وهيكلهم. وعلى مدى قرون طويلة ظل الحال هكذا وما هو إلا رمزاً لكأس السخط والترنح وقد امتلأت حتى الحافة وألصقت قسراً بشفتي إسرائيل يجرعونها كل هذا الدهر الطويل. لا بد يوماً ينطلق العويل على الخطية، إن لم يكن قبل الدينونة فلا بد بعدها، وإن لم يكن في الزمان فلا بد في الأبدية، هذا درس للجميع.

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net