الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق السبت 24 إبريل 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
سر الرب لخائفيه
مَنْ هو الإنسان الخائف الرب؟ يعلمه طريقاً يخـتاره ... سر الرب لخائفيه، وعهده لتعليمهم ( مز 25: 12 ،14)
إنني من كل قلبي أطوّب المؤمن الذي ـ بكل سرور ورضى وخضوع ـ يأخذ موقف التلميذ عندما يكون الرب نفسه هو معلمه، مدرسه ومرشده.

لكن على أي أساس يختار الرب تلاميذه؟ هل على أساس الذكاء الفطري أو القداسة الشخصية أو الإمكانيات والمعلومات العلمية. كلا. إن الرب عندما يأخذ على عاتقه تعليم وتهذيب شخص ما، فإنه يختار شخصاً ذا مواصفات خاصة ألا وهي الاستعداد القلبي للخضوع والطاعة والرضى الكامل بما يختاره الرب. الاستعداد الطوعي للتغيير والتبديل بما يوافق رأي الرب واثقاً أنه سيعلمه طريقاً يختاره هو (أي الرب)، وهو سيرضى ويقبل بل ويفرح بما يعلمه إياه، حتى ولو كان مخالفاً لِما يتمناه ويرجوه وتسعد به الطبيعة البشرية التي بين جنبيه.

وكم أتمنى أن تكون أنت، أخي المؤمن، وأنا أيضاً ضمن تلاميذ الرب الذين يتعهدهم بالتعليم ليقودهم إلى طريق يختاره.

إن المقرر أو منهج التعليم الذي يروق لنا نحن، قد يكون رؤى أو إعلانات أو أمور عظيمة مُبهرة، غير أن منهج الله للتعليم غالباً ما يكون طريق الاتضاع والنزول والتضحية والعطاء والإخلاء، لكنه أيضاً يكون مصحوباً بأمر رائع جداً وهو مشاركة الرب في أسراره.

"سر الرب لخائفيه" .. إننا عادة لا نبوح بأسرارنا إلا لأصدقائنا الأوفياء المقرَّبين جداً إلينا. فما أجمل أن يصل بنا هذا المعلم الأمين إلى هذا المستوى الرائع "وكلاء سرائر الله". ألم يكن هذا هو مستوى إبراهيم، أبي المؤمنين، الذي قال عنه الله "إبراهيم خليلي" وقال: هل أخفي عن إبراهيم ما أنا فاعله؟". لقد كان إبراهيم تلميذاً نابهاً مطيعاً لمعلمه خاضعاً لتعليماته، وهكذا وصل إلى هذا المستوى الرفيع من التلمذة الذي نتوق جميعنا أن نصل إليه، ولا سبيل إليه إلا بالخضوع والطاعة.

وهذا أيضاً ما قاله الرب لتلاميذه: "لا أعود أسميكم عبيداً، لأن العبد لا يعلم ما يعمل سيده، لكني قد سميتكم أحباء لأني أعلمتكم بكل ما سمعته من أبي" ( يو 15: 15 ). وحتى يومنا هذا، فالله لم يغيِّر أساس اختياره لتلميذه، لا ولم يغير منهجه أو يبدّل مقرره. فليتك وليتني نأخذ وضعنا كتلاميذ نابهين متعلمين من سيدنا العظيم.

درك برنس
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net