الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 26 إبريل 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أنا معكم
وتشددوا ... واعملوا فإني معكم، يقول رب الجنود. حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر، وروحي قائم في وسطكم. لا تخافوا ( حج 2: 4 ،5)
وجَّه الرب هذه الكلمات إلى بقية قليلة وضعيفة، كان عملها يبدو بسيطاً بل حقيراً، وقال لهم: "مَنْ الباقي فيكم الذي رأى هذا البيت في مجده الأول؟ وكيف تنظرونه الآن؟ أما هو في أعينكم كلا شيء!" (ع3). ونحن أيضاً في يوم الأمور الصغيرة، لكن "مَنْ ازدرى بيوم الأمور الصغيرة؟" ( زك 4: 10 ). إن ما يبدو في أعيننا كلا شيء، هو في عيني الرب عظيم القيمة. لذا يقدم الرب ثلاثة مصادر للتشجيع لنا حتى لا نفشل، بل نواصل العمل لمجده.

أولاً: "تشددوا ... واعملوا فإني معكم يقول الرب" (ع4). حضور الرب نفسه معنا، وهو رب الجنود، صاحب السلطان على كل أجناد السماء والأرض، هو مشجع عظيم. إن الرب يقول لكلٍ منا: ما دمت معك فكل صعوبة سأجتاز معك فيها وأنقذك منها، وكل عدو سأواجهه بقوتي، وكل مشكلة سأوجد لها حلاً بحكمتي، إن نعمتي ومحبتي ستعضدك للنهاية.

ثانياً: "حسب الكلام الذي عاهدتكم به عند خروجكم من مصر" (ع5) .. إن كلمة إلهنا ومواعيده الصادقة هي مستند قلوبنا الدائم، إذ هي أثبت شيء في الوجود ( إش 40: 6 -8). وقال الرب يسوع المسيح: "السماء والأرض تزولان، ولكن كلامي لا يزول" ( لو 21: 33 ). وما أروع وعد الرب "لا أنقض عهدي، ولا أغيِّر ما خرج من شفتيّ" ( مز 89: 34 ).

ثالثاً: "وروحي قائم في وسطكم" (ع5) .. هذا هو المشجع الثالث: دور الروح القدس. وإن لنا نحن امتيازاً أعظم منهم. فالروح القدس الآن يسكن فينا ( رو 8: 11 )، لكن هل أدركنا شيئاً عن الإمكانيات المُتاحة لنا بعمل الروح؟ إنه روح الحكمة والفهم، روح المشورة والقوة، روح المعرفة ومخافة الرب ( إش 11: 2 )، ومتى أفسحنا المجال له في حياتنا، وتمتعنا بملئه، فإننا نتأيد بالقوة في الإنسان الباطن.

أيها الأحباء .. ألا نتشجع إذاً بكل هذه: الرب نفسه معنا، وكلمته العظيمة بين أيدينا، وروحه القدوس فينا، فماذا يعوزنا بعد؟!

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net