الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 13 مايو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يونا وخوزي .. ولاء وتكريس (1)
وبعض النساء كن قد شُفين من أرواح شريرة وأمراضٍ: ... ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة، وأُخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن ( لو 8: 2 ،3)
سواء أكانت "يونا امرأة خوزي وكيل هيرودس" تعاني من سُكنى الأرواح الشريرة، أم من مرض جسدي أو نفسي، فإنها بالتأكيد كانت إنسانة مسكينة معذبة، وكانت نفساً متألمة حائرة، ولكنها تقابلت مع الرب يسوع المسيح ونالت لمسته الشافية مجاناً وأضحت صحيحة "روحاً ونفساً وجسداً" وأصبحت "لابسة وعاقلة"، وحصرتها محبة المسيح فوجدت راحتها وسلامها في شخصه الإلهي المجيد بعد عمر طويل من التمزق والمُعاناة والألم، وتبرهن لها أن "الرب حنان" كمعنى اسمها "يونا". وكانت النتيجة الأولى لتحررها من مرضها وإنقاذها من سلطان الظلمة هو الانجذاب .. لقد اجتُذبت بالنعمة لمخلصها "بربط المحبة" لتجري وراءه ( نش 1: 4 )، فكان سرورها في اتباعه وخدمته؛ تبعته أينما ذهب ( لو 8: 1 ) وأصبحت واحدة من أكثر تلميذات المسيح حباً وتكريساً له. وقدمت له كل ما تملك يداها وقلبها؛ كرست له مالها، ووقتها، ومحبتها.

مالها: لقد كان المال أحد الوزنات التي تملكها هذه المرأة الفاضلة، ولقد أجادت استعماله مع زميلاتها الجليليات "فخدمنه من أموالهن".

وقتها: وتكريس الوقت في ما أظن أصعب وأهم من تكريس المال. وتقديم المال لا يرقى إلى الانصراف الكُلي لخدمة السيد. ولكن "يونا" ومَنْ معها كن متابعات للسيد أينما رحل وحيثما ذهب.

محبتها: ولكن لا شيء بخلاف المحبة من كل القلب يمكن أن يُرضي محبة قلب الرب "إن أعطى الإنسان كل ثروة بيته بدل المحبة، تُحتقر احتقاراً" ( نش 8: 7 ). فعندما أتت الساعة الحرجة حين تُمتحن المحبة بنيران الألم، لم تتراجع "يونا"، وثبتت إلى المنتهى معه ... لقد تركه الجميع وهربوا وتخلّوا عنه، ولكن "يونا" ورفيقاتها لم يتركنه وتبعنه إلى خارج أسوار المدينة، إلى الجلجثة.

نعم .. لقد كانت "يونا" هناك عندما صلبوا ربها ( لو 23: 49 ). وكانت معه وقت الدفن ( لو 23: 55 ) .. وكانت أيضاً من ضمن النساء اللواتي أتين إلى القبر، في أول الأسبوع، أول الفجر، حاملات الحنوط الذي أعددنه، لكي يواصلن خدمة المحبة لجسد الفادي الذي مات لأجلهن ( لو 24: 1 ) .. فيا لها من محبة إلى المُنتهى!!

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net