الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأربعاء 19 مايو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
عظيم ... أبرص
وكان نعمان رئيس جيش ملك أَرام رجلاً عظيماً عند سيده مرفوع الوجه، لأنه عن يده أعطى الرب خلاصاً لأرام. وكان الرجل جبار بأس، أبرص ( 2مل 5: 1 )
في نعمان نرى الإنسان بحسب التقدير البشري في أحسن حالاته، فنقرأ عنه أنه كان:

1 ـ رئيس جيش ملك آرام. فمن جهة المركز الاجتماعي كان هو الرجل الثاني في أًرام.

2 ـ رجلاً عظيماً عند سيده. باعتباره القائد العام للقوات العسكرية، فكان يحظى بتقدير خاص عند الملك.

3 ـ مرفوع الوجه (مُكرَّم). له حظوة كبيرة في البلاط الملكي وحيثما يذهب أو يكون.

4 ـ عن يده أعطى الرب خلاصاً لآرام. كان ناجحاً في معاركه، وهذا النجاح يُنسب مباشرة إلى الرب. ولا يوجد نجاح في أوجه الحياة المختلفة إلا من خلال الله الذي يتحكم في كل شيء. "عرفت يا رب أنه ليس للإنسان طريقه. ليس لإنسان يمشي أن يهدي خطواته" ( إر 10: 22 ).

5 ـ جبار بأس. بطلاً شجاعاً ومحارباً مقداماً في عيون شعبه، وذا شخصية قوية؟

هكذا كان نعمان في نظر العالم. وربما يسأل سائل: أي شيء يتمناه الإنسان أكثر من ذلك؟ إنه يمتلك أعلى الامتيازات الزمنية التي يقدّرها العالم ويمتدحها. إنه واحد من عظماء هذا الدهر. ولكن بالرغم من كل ذلك، فقد كانت هناك سحابة سوداء في أفق حياته. كان هناك شيء يفسد حاضره ويقطع كل رجاء في مستقبله.

6 ـ لقد كان الرجل أبرص. وهذا يجعل كل الامتيازات السابقة كلا شيء.

إنه في ذلك يصوّر الإنسان بحسب الطبيعة. وكلمة الله تصوّر حالته دون مُجاملة. إنها لا تمتدح الإنسان في الجسد مهما كانت امتيازاته، بل تضعه في التراب. ولهذا فهي ليست مقبولة من كثيرين. كلمة الله تعلن أن الإنسان خاطئ نجس، في عداوة مع الله، وواقع تحت دينونة الله وغضبه.

عزيزي ... قد تكون أنت مكرماً في عيون أصدقائك وناجحاً ومتفوقاً عن كثيرين. ولكن تُرى ما هو وضعك في نظر الله؟ إذا كنت بعيداً عن الله، فأنت روحياً أبرص ونجس ولا تناسب قداسة محضر الله إطلاقاً.

محب نصيف
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net