الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الخميس 20 مايو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يونا وخوزي .. ولاء وتكريس (2)
ويونا امرأة خوزي وكيل هيرودس، وسوسنة، وأُخر كثيرات كن يخدمنه من أموالهن ( لو 8: 3 )
إنني لا أعرف أيهما أحق بالإعجاب أكثر من الآخر؛ "يونا" بمحبتها وتكريسها، أم "خوزي" زوجها، بشجاعته وتضحيته.

لقد كان "خوزي" وكيلاً لهيرودس أنتيباس رئيس الربع، ذلك الخليع الماجن الذي كان يعيش عيشة دنسة مستهترة، وكان يحيا حياة خليعة فاجرة، وهو الذي أراد أن يقتل المسيح، والذي دعاه الرب "الثعلب" ( لو 13: 31 ،32)، وهو الذي استحق توبيخ يوحنا المعمدان لسبب علاقته الآثمة بهيروديا امرأة فيلبس أخيه ولسبب جميع الشرور التي كان يفعلها ( لو 3: 19 ). ومع أنه كان يهاب يوحنا عالماً أنه رجلٌ بارٌ وقديسٌ، وإذ سمعه فعل كثيراً، وسمعه بسرور، إلا أنه قطع رأسه ليقدَّم هدية على طبق لامرأة لاهية فاجرة ( مر 6: 20 -28) .. فيا للنجاسة!! ويا للشراسة!!

وكان "خوزي" وكيلاً لهيرودس أنتيباس هذا .. ولكن لم يكن مركزه ومنصبه عائقاً أمامه ولا أمام زوجته "يونا" لإظهار كمال التكريس والمحبة والخدمة للرب. لربما كانت الحيطة العالمية وإيحاءات العقل الإنساني واجتهاداته توحي إليه بالانتظار قليلاً قبل أن يسمح لزوجته أن تتبع المسيح وأن تخدمه من مالها. فماذا لو علم هيرودس بالأمر؟ وماذا يمكن أن يحدث لو ناله غضب هيرودس؟ ولكنهما لم يخشيا أمر هيرودس، ولم يخافا من غضبه، ولم يهربا من عار المسيح (قارن عب11: 23-27) ولم يدعا الفرصة الذهبية لإكرام الرب تفلت منهما.

نعم، لم يُظهر "خوزي" الضعف والتردد، ولم يستخدم ما يستخدمه الناس عادة من حيطة أو حرص أو ذكاء في مثل هذه المواقف. وإني أستطيع أن أجزم أنه بشجاعة أدبية رائعة أعطى موافقته لزوجته "يونا" لتتبع سيدها ومخلصها وفاديها لتخدمه، وإلا ما كان الرب يسوع قَبِل رفقة "يونا" له (قارن سفر العدد 30: 6-8).

أيا خوزي ويونا ... أيها الزوجان العزيزان .. يا من أظهرتما الأمانة للمسيح في زمان رفضه، إن تكريساً نظير هذا لا يمكن أن يكون بلا ثمر وجزاء في يوم المسيح، فالذين كانوا قريبين من الرب في زمان رفضه، سيكونون قريبين منه في مجده، والذين كان الرب ملء أفكارهم وعواطفهم، سيكونون أمام وجهه حين يأخذ المُلك لنفسه. فيا ليت الرب يهبنا نعمة التكريس القلبي لشخصه، والتعلق بخدمته في ليل غيابه عنا بالجسد إلى أن يجيء عن قريب.

فايز فؤاد
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net