الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 7 مايو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
المحبة الإلهية المطلقة
أَحببتكم قال الرب ( ملا 1: 2 )
تُفتتح نبوة ملاخي بهذه الجملة السامية "أحببتكم قال الرب". هذه الجملة عظيمة وغنية بالتعليم:

1 ـ إنها تؤكد لنا أنه مهما كانت حالة شعب الله، فإن محبته تجاهنا لا تتغير "محبة أبدية أحببتك، من أجل ذلك أدَمت لكِ الرحمة" ( إر 31: 3 ). كذلك أيضاً قد يفشل التلاميذ، وينسوا الرب، بل وينكروا الرب، ولكنه "إذ كان قد أحب خاصته الذين في العالم، أحبهم إلى المنتهى" ( يو 13: 1 ).

2 ـ وكيفما كانت كلمات الرب لنا مُحذرة من حالتنا الأدبية، وكيفما كان يتعامل معنا بشدة بسبب ذلك، ولكن من وراء توبيخاته وتأديباته تبرز المحبة، فاليد التي تضرب تتحرك بقلب مُحب.

3 ـ محبة الرب هي القياس الحقيقي لكل فشل. فنحن نستطيع أن نقيس فعلاً مدى فشلنا عندما نوازنه بعظم محبته. وأستطيع أن أقدّر فشلي الشخصي عندما أنظر إليه في ضوء المحبة الشخصية لذاك الذي "أحبني وأسلم نفسه لأجلي". وكم كان فشل الكنيسة عظيماً أيضاً عندما ننظر إليها في ضوء الحق العظيم أن المسيح "أحب الكنيسة وأَسلم نفسه لأجلها". ويا له من أمر حقير؛ انقساماتنا ومنازعاتنا ومرارتنا الواحد تجاه الآخر، وكل جماعة تحاول أن تخطّئ الآخرين لتعظّم نفسها، وكل منا يشوّه أفعال الآخر، ويسيء تفسير كلمات الآخر. نعم، يا له من فشل ونحن نسمع كلمات الرب لنا: "كما أحببتكم أنا تحبون أنتم أيضاً بعضكم بعضاً" ( يو 13: 34 ).

4 ـ وليست محبة الرب هي قياس فشلنا فقط، بل إنها أيضاً طريق ردّ النفس من هذا الفشل. أليست نظرة المحبة هي التي ردَّت نفس بطرس؟ لقد أنكر بطرس الرب بأقسام ولعنات "فالتفت الرب ونظر إلى بطرس" أفلا نقول إنها نظرة من محبة فائقة. واكتشف بطرس بهذه النظرة أن إنكاره للرب لم يغير محبة الرب له. فخرج بطرس إلى خارج وبكى بكاءً مراً. فالمحبة كسرت قلبه. إن خطايانا كسرت قلبه، ولكن محبته تكسر قلوبنا.

إنه في ضوء هذه المحبة الفائقة المعرفة نحكم على حالتنا الهابطة، وبالقوة التي تحصرنا ليتنا لا نحيا لأنفسنا بل للذي مات لأجلنا وقام.

هاملتون سميث
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net