الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 1 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
صبر الرجاء
نشكر الله كل حين من جهة جميعكم.. متذكرين بلا انقطاع عمل إيمانكم، وتعب محبتكم، وصبر رجائكم، ربنا يسوع المسيح(1نس1: 2،3)
إن كلمة صبر تعني دائماً الألم. فلكي يصبر الإنسان يجب أن يتألم دون أن يحاول وضع حداً لهذا الألم حتى يصل إلى الغرض الذي ينتظره ويترجاه. والرجاء يتركز في غرض واحد وهذا الغرض هو يسوع المسيح الذي وحده يستحق أن يكون محط الرجاء.

إن آلافاً من المسيحيين يجهلون هذا الرجاء، فهم يأملون ولو عن غير يقين مُحقق أن يوجدوا يوماً مع المسيح في السماء عند موتهم. ولكن "رجاء ربنا يسوع المسيح" هو شيء آخر يختلف كل الاختلاف عن ذلك، فهو انتظار مجيئه واليقين بأنه هو نفسه، ابن الله، سيأتي شخصياً لكي يأخذنا إليه. وهذا كان الحال مع التسالونيكيين الذي إذ نجوا من الدينونة لم تبق أمامهم إلا مشغولية واحدة وهي انتظار يسوع المسيح.

إن الأيام الشريرة التي نعيش فيها تفتح أمامنا ميداناً فسيحاً لتعب المحبة، ولكنها أيضاً تدعونا لصبر الرجاء. فعلمنا بهول الدينونة وغضب الله المُعلن على العالم يجعلنا لا نرغب إلا شيئاً واحداً وهو أن الرب يستخدم هذه الكوارث الحالّة بالعالم لتحقيق خلاص المختارين وبذلك تأتي لحظة مجيئه. نحن لا ننتظر حلول السلام على الأرض من بين أيدي ساسة العالم، ولا حتى وقت هدوء وراحة بعد كل هذه الأحزان والمصائب التي تفجع الناس. كلا، وإنما الرب قال لنا "أنا آتي سريعاً" وعلينا، إن كان يجب، أن نحتمل آلام وتجارب أخرى في يقين وقوة صبر رجاء مجيئه القريب.

ولكن لا ننس أننا إذا كنا نريد أن نعرف "صبر الرجاء" في كماله، فعلينا بالتطلع إليه في سيدنا الممجد عن يمين الله. فهو هناك ينتظر بصبر، ولقد قال لملاك كنيسة فيلادلفيا "لأنك حفظت كلمة صبري" فهو ينتظر إشارة الآب؛ الإشارة التي عرفها هو وحده والتي تسمح له بأن يقوم من عرشه ويأتي إلى خاصته على السُحب. ليس له إلا رغبة واحدة وهي إحضار عروسه لنفسه. وها قد مرّ عشرون قرناً وهو منتظر تلك اللحظة السعيدة التي فيها "يبتهج بها بترنم". فيا ليتنا ـ أيها الأحباء ـ نشتاق لمجيئه كما يشتاق هو أيضاً لأن يوجدنا معه إلى أبد الآبدين.

هنري روسييه
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net