الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 15 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
حالة الانتظار
ولما رجع يسوع قبله الجمع (بفرح) لأنهم كانوا جميعهم ينتظرونه ( لو 8: 40 )
سيأتي الرب في يوم ما للعبد الرديء في ساعة لا ينتظرها ( لو 8: 40 ). وفي لوقا8: 40 نرى أن الجمع قَبِل الرب بترحاب لأنهم كانوا جميعهم ينتظرونه. والفارق بين وجهة نظر العبد الرديء للرب، ووجهة نظر هذا الجمع، هو فارق لا يُستهان به: فالعبد الرديء وجهة نظره عدم الانتظار؛ أما الجمع فكانت وجهة نظرهم الانتظار.

كانت السفينة التي تشرفت بأن تحمل شخص الرب يسوع وتلاميذه تعبر بحر الجليل آتية من كورة الجدريين ووجهتها كفر ناحوم. ترك الرب وراءه تلك الكورة التي أبغضت حضوره. كان قد شفى بينهم ذلك الرجل المجنون الذي ملأ رُعبه البلاد المجاورة، ومع ذلك "طلب إليه كل جمهور كورة الجدريين أن يذهب عنهم" (ع37). وإذ رجع عنهم كان يستقبله جمهور منتظر متعطش، اجتمعوا حول الشاطئ، كانوا يرسلون أبصارهم متفرسين في مياه البحيرة، يتلمسون رؤية لمحة للسفينة القادمة.

وربنا آتٍ من الأعالي، وفي طريقه إلينا يمتحن ويفحص قلوب جميع الناس. فهناك فريق منهم يريد بأن يبقى السيد بعيداً عنهم نظير الجدريين. وهناك فريق آخر يتوقون بحرارة إلى مجيئه وإلى حضرته، ينتظرون إتمام وعده الكريم بالرجوع إليهم كما كان أهل كفر ناحوم الذين قبلوه بفرح لأنهم كانوا ينتظرونه. وأي الفريقين له التقدير الخاص في قلب الرب؟ هل يستطيع أن ينظر بفرح إلى أولئك الذين يماثلون الجدريين في أن يريدوه بعيداً عنهم؟ ومن الجهة الأخرى ألا يغتبط إذ يرى أن هنالك فريقاً لا يستريحون ولا يشبعون حتى يكونوا حوله في حضرته؟

ثم إن حالة الانتظار تفترض وتتضمن الاهتمام الشخصي بذلك السيد الحبيب القادم. كان الجمع على البحر في حالة الانتظار والتلهف على ذلك الإنسان الكُفء لأن يوزع عليهم بركة الله. لم يكونوا متراخين متكاسلين، بل كانوا بالفعل منتظرين شخصه المحبوب. ونحن في انتظارنا لابن الله من السماء، يجب ألاّ يحوطنا شيء من التغافل أو التهاون، وإذا ما كانت شركتنا الفردية على اتصال وثيق بالرب، فلا يكون للتراخي والكسل مكان.

و.ج. هوكنج
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net