الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 18 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
هأنذا أرسلني
رأيت السيد جالساً على كرسي عالٍ ومرتفع، وأذياله تملأ الهيكل ... فقلت: ويل لي! إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين ( إش 6: 1 -5)
الاختبار الذي اجتاز فيه إشعياء والذي سجله لنا في الأصحاح السادس من سفره، يُعَد نقطة التحول في تاريخه، إذ بواسطته أعده الله للعمل العظيم الذي قام به كنبي لله، لمدة تزيد عن الأربعين عاماً؛ فقد رأى السيد الرب، ثم رأى نفسه، وأخيراً رأى الإرسالية. ونحن لا يمكننا أن نخدم الرب خدمة صحيحة ما لم نتعلم ذات الدروس، وبذات الترتيب.

فأولاً: رأى السيد (أدوناي) في مجده، والسرافيم (الملتهبين) واقفون فوق عرشه يهتفون: "قدوس، قدوس، قدوس رب الجنود"، فأدرك سمو مجد الرب وقداسته الكلية المطلقة.

ثم رأى نفسه، وأدرك نجاسته، فصرخ: "ويل لي! إني هلكت، لأني إنسان نجس الشفتين". فقابله السيد الرب بنعمة مُطلقة، إذ لم يوبخه على خطاياه، بل سارع في الحال إلى تطهيره منها مستخدماً جمرة من على المذبح، وتعلم إشعياء درس النعمة المخلصة.

عندئذ سمع إشعياء صوت النداء للخدمة "ثم سمعت صوت السيد قائلاً: مَنْ أُرسل؟ ومَنْ يذهب من أجلنا؟" وهنا فقط، وبعد أن تعلم عن قداسة الله وعن نعمته الغنية، أتته الدعوة الإلهية للخدمة.

ودعوة السيد للإرسالية ليست إجبارية، لكنها اختيارية: "مَنْ أُرسل؟ ومَنْ يذهب..؟". إنه ينتظر القلب المشتاق والنفس الراغبة "إن أراد أحد أن يأتي ورائي ...".

وقد أجاب إشعياء بالإيجاب: "هأنذا أرسلني". لقد وضع نفسه تماماً بين يدي الرب ليرسله كما يشاء، وإلى حيثما يشاء. لم يَقُل "هأنذا أذهب" بل "هأنذا أرسلني".

وقديماً قال الرب عن مَنْ يندفعون للخدمة: "لم أُرسل الأنبياء بل هم جروا. لم أتكلم معهم، بل هم تنبأوا" ( إر 23: 21 ). أما عن يوحنا المعمدان فقد قيل "كان إنسان مُرسَلٌ من الله اسمه يوحنا" ( يو 1: 6 ).

فريد زكي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net