الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الثلاثاء 22 يونيو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
التأديب الأبوي
يا ابني لا تحتقر تأديب الرب، ولا تَخُر إذا وبخك، لأن الذي يحبه الرب يؤدبه، ويجلد كل ابن يقبله ( عب 12: 5 ،6)
توجد صور ثلاث فيها نقابل تأديب الله، فنحن إما "نحتقر" تأديب الرب وننظر إليه كأمر عادي يقع على أي إنسان وبذلك لا نرى يد الله في الأمر. وإما أن "نخور" تحت ثقل التأديب ونقول إنه ثقيل الوطأة جداً وليس في مقدور إنسان احتماله، وبذلك لا نرى قلب الآب في الأمر، ولا نلاحظ غرضه المجيد من اجتيازنا في هذا التأديب ألا وهو اشتراكنا في قداسته. وإما أن "نتدرب به" وهذا هو السبيل الذي يوصلنا إلى أن نحصد بعد ذلك "ثمر بر للسلام" ( عب 12: 11 ). ومن المُسلَّم به أننا لا نجرؤ على احتقار أمر قد تتبعنا يد الله فيه، ولا محل لأن نخور في تجربة رأينا فيها بوضوح قلب الآب المُحب الذي لا يدعنا نُجرَّب فوق ما نستطيع أن نحتمل، بل مع التجربة يعطي أيضاً المنفذ لكي نستطيع أن نحتمل. وفي الوقت نفسه يكشف لنا عن الغرض من تأديبه لنا، ويؤكد لنا أن كل ضربة تقع علينا من عصاه إنما هي دليل المحبة الكاملة وفيها إجابة مباشرة لصلاة المسيح الشفاعية في إنجيل يوحنا17: 11 حيث استودعنا المسيح لعناية الآب القدوس لنُحفظ في اسمه وفي كل ما يتضمنه ويستلزمه هذا الاسم العجيب.

وتوجد كذلك أحوال ثلاث للقلب إزاء التأديب الإلهي، وهي: الخضوع والرضا والابتهاج. فعندما تُكسر الإرادة الذاتية وتخضع لإرادة الله يوجد الخضوع، وعندما تستنير البصيرة وتدرك الغرض الإلهي من التأديبن يوجد الرضا والهدوء. وعندما تنشغل العواطف والحاسيات بقلب الآب المُحب، يوجد الابتهاج والفرح ونخرج بقلوب فَرِحة لنحصد محصولاً وفيراً من ثمر بر للسلام لمدح ذاك الذي من فرط محبته يتنازل ويتعهد بنفسه رعايتنا، فيدربنا بتأديبه الأقدس ويعتني بكل واحد منا عناية فردية فائقة.

حقاً ما أعجب هذا كله!! وينبغي أن تؤثر هذه الأفكار علينا في وقت تجاربنا وتدريبنا وتخفف عنا كثيراً من شدة وقع الآلام التي يسمح الرب باجتيازنا فيها. ونشكر الله لأن زمامنا في يد المُحب الذي ليس لمحبته حد، والحكيم المنزّه عن الخطأ، والقدير الذي لا نهاية لقدرته تعالى والذي لا تنضب موارده قط. فلماذا إذاً تخور عزيمتنا وتنحني نفوسنا؟! فإذا أدَّبنا فمن فرط محبته لنا ورغبته في خيرنا.

ماكنتوش
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net