الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الأحد 18 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
يهوذا وقبلته
وبينما هو يتكلم إذا جمعٌ، والذي يُدعى يهوذا، أحد الإثنى عشر، يتقدمهم، فدنا من يسوع ليقبله. فقال له يسوع" يا يهوذا، أبقُبلة تسلم ابن الإنسان؟ ( لو 22: 47 ،48)
يقول المَثَل "الفعل الطيب في اليوم الطيب"، فإذا كان الفعل منكوداً فهو أشد نكراً إن كان في يوم عيد. وها نحن نستقبل أقدس أعياد اليهود؛ عيد الفصح. ولكن يهوذا دنس الفصح لما اقتحم أقداس سيده، فإن جثسيماني كان مكان خلوة مُحببة عند الرب يسوع، ولطالما صحبه يهوذا إلى هناك وهو يعلم الغرض من تلك الخلوات. ولكن يهوذا رجل هانت عليه المقدسات فداسها غير هيَّاب، ولم يرعَ الحُرمات، فخفَّف الصلاة في موازينه، غير أنه على هامة فجوره وضع أنكر المُنكرات عندما اختار علامة خاصة بها يسلم سيده لأعدائه، ولعله تقدم الجماعة كأنه ليس منها أو كأنه مُنذر مخلص يريد أن يسبق فينبه سيده إلى خطر مُحيق، ورمى بنفسه على عنق السيد "وقبَّله". وبذلك ألبس يهوذا الطهارة والنقاء ثوب النفاق والرياء. إنها فعلة تُستنكر ما دام في العالم محبة طاهرة بلا رياء. إنها جريمة ضد القلب البشري والعواطف النبيلة، ولكن أحداً من الناس لم يشعر بها كما شعر بها الرب يسوع المسيح؛ ففي تلك الليلة وفي اليوم التالي، قد أُفسد وجهه بطرق شتى، فعليه جرت قطرات عرق كأنها من دم، وعليه لُطم بأيدي العبيد، وعليه بُصق من عبيد العبيد، ومزقه الشوك أيضاً، ولكن ما نفذت فعلة خسيسة إلى قلبه مثل ما نفذت تلك القُبلة الغادرة.

وبروح النبوة قالها داود في مزموره: "لأنه ليس عدوٌ يُعيرني فأحتمل. ليس مُبغضي تعظَّم عليَّ فأختبئ منه. بل أنت إنسانٌ عديلي، إلفي وصديقي، الذي معه كانت تحلو لنا العشرة. إلى بيت الله كنا نذهب في الجمهور" ( مز 55: 12 -14). وبقلب جريح من وخز الخيانة قال الرب: "يا يهوذا، أبقُبلة تسلِّم ابن الإنسان؟".

كانت القُبلة علامة التتلمذ، ففي الشرق، كان التلاميذ يُقبّلون معلميهم، وتكرار القُبلة كان معناه تكرار تجديد الولاء. إنها علامة القبول والرضا والترحاب.

وقد استعمل الكتاب مرة أخرى "القُبلة" تعبيراً عن مشاعر قلب الله الآب المُفعم بالمحبة في مَثَل الابن الأصغر حين أدار القفا للكورة البعيدة وقفل راجعاً إلى أبيه "وإذ كان لم يَزَل بعيداً رآه أبوه، فتحنن وركض ووقع على عُنقه وقبَّله" ( لو 15: 20 ). هذا هو الإنسان وهذا هو الله، وهلا تحدث الفارق بينهما إلى قلوبنا؟

جيمس ستوكر
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net