الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الاثنين 19 يوليو 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
أبناء أبيكم
أحبوا أعداءكم. باركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مُبغضيكم، وصلوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم، لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات ( مت 5: 44 ،45)
"لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السماوات". لاحظ أن المسيح لم يَقُل لكي تصيروا أولاد الله، لأننا لا يمكننا بأفعالنا أن نصبح أولاد الله، لكنه يقول: "لكي تكونوا أبناء أبيكم"، أي لكي تُظهروا بحياتكم العملية حقيقة ما أنتم عليه، ولكي تبرهنوا أنكم فعلاً كذلك (قارن 2كو6: 17،18).

وماذا يفعل الله أبونا؟ يقول الرب: "فإنه يُشرق شمسه على الأشرار والصالحين، ويُمطر على الأبرار والظالمين" (ع45). ما أعظم جود الرب ورحمته! فهو يُحسن حتى إلى أولئك الذين يكفرون به. أليست نسمات الأشرار في يديه؟ "وهو يعطي الجميع حياة ونفساً وكل شيء .... لأننا به نحيا ونتحرك ونوجد" ( أع 17: 25 ،28).

آه، كم من المرات توقف عطاؤنا أو على الأقل تأثر بموقف الناس منا. نعطي للذين يقدروننا، ويتوقف العطاء أو يقل إذا لم نجد التقدير المُنتظر. والمسيح هنا يعلمنا أن هذا يجعلنا مختلفين عن أبينا الذي يُشرق شمسه ويُمطر مطره على البشر جميعاً دون ارتباط بحال الأفراد وما هم عليه من استحقاق أو عدمه.

ثم إن الرب اختار الشمس والمطر أيضاً نظراً لتأثيرهما العجيب على الأرض الميتة، كيف يجعلانها تلد وتنبت، وكيف يغيران وجه الأرض القاسية. وكأنه يريد أن يقول لنا إنه بمحبتنا للنفوس، المحبة التي لا تعرف سوى أن تعطي، والتي تعطي بلا توقف، وتعطي بدون مقابل، وتعطي بغض النظر عما تُقابل له، فإننا سنرى حتماً نتائج باهرة بشرط المثابرة والاستمرار "فلا نفشل في عمل الخير لأننا سنحصد في وقته إن كنا لا نكّل" ( غل 6: 9 ).

وهل الله يا أخي العزيز في عطائه لمن لا يستحقون توقف عند حد أن يشرق شمسه، وأن يرسل وابل أمطار عزه؟ ألم يرسل الله ابنه الوحيد إلى العالم لكي نحيا به؟ ( 1يو 4: 9 ،10). أو لم يرسل أيضاً الروح القدس إلى العالم. إن المسيح مُشبَّه في الكتاب بالشمس، فهو "شمس البر" ( ملا 4: 2 )، والروح القدس مُشبَّه في الكتاب المقدس بالمطر ( إش 44: 3 غل 4: 4 )، وما أعظم هاتين العطيتين "أرسل الله ابنه ... أرسل الله روح ابنه" (غل4: 4،6). فما أسعدنا بهاتين العطيتين.

يوسف رياض
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net