الصفحة الرئيسية فهرس الشواهد الكتابية مواقع أخرى إبحث في المقالات إبحث في الكتاب المقدس إتصل بنا
  مقالة اليوم السابق الجمعة 13 أغسطس 2004 مقالة اليوم التالي
 
تصفح مقالات سابقة    
النعمة !!
بالنعمة أنتم مُخلَّصون .. ليُظهر في الدهور الآتية غنى نعمته الفائق، باللطف علينا في المسيح يسوع ( أف 2: 5 -7)
نعمة الله معناها إحسان الله المجاني للإنسان النجس الهالك كما هو مكتوب "بالنعمة أنتم مُخلَّصون" "متبررون مجاناً بنعمته" ( أف 2: 5 يو 1: 12 ). والذين يؤمنون بالذي أرسله الله، أولئك هم أولاد الله وهم غرض نعمته "أما كل الذين قبلوه فأعطاهم سلطاناً أن يصيروا أولاد الله، أي المؤمنون باسمه" ( 2كو 8: 9 ). ولقد وصلت إلينا النعمة بموت ربنا يسوع المسيح "فإنكم تعرفون نعمة ربنا يسوع المسيح، أنه من أجلكم افتقر وهو غني، لكي تستغنوا أنتم بفقره" ( رو 5: 8 ). وها هو فيض النعمة قد تدفق من نحونا ونحن في أشقى حال، لأن الرب يسوع لم يأتِ فقط إلى العالم المضروب بالخطية، بل حمل خطايانا في جسده على الخشبة، ومات عن خطايانا وسفك دمه عن الكثيرين لمغفرة الخطايا حتى يخلصنا بعمله الكامل من ذنب الخطية وسلطانها، ويجعلنا غرض محبته الأبدية "ولكن الله بيَّن محبته لنا، لأنه ونحن بعد خطاة مات المسيح لأجلنا" ( أف 1: 3 ). وقد تسامت محبة الله لنا بأن وهبتنا أسمى مقام ومنحتنا أعزّ نسبة، وجعلتنا في أشد قُرب لله وصرنا مقبولين في المحبوب "باركنا بكل بركة روحية في السماويات في المسيح" ( يو 17: 23 )، وصرنا كاملين فيه، وقريبين فيه وبدمه. والله أحب أولاده كما أحب ربنا يسوع "وأحببتهم كما أحببتني" (يو17: 23). هذا هو فيض النعمة بالحق. وليس هذا هو الكل، ونحن لا نعرف عن طولها وعمقها إلا قليلاً، وما نعرفه في وقتنا الحاضر هو أن الروح القدس أُعطيَ لنا ختماً ومسحة وعربون الميراث. وقد دُعينا إلى الشركة مع الآب ومع ابنه وإلى نفس مركز المسيح وإلى معرفة فكره وتذوق فرحه وانتظار مجيئه بصبرٍ، وعن قريب نشاركه في مجده ونبقى كل حين معه ومثله، ونتمتع بميراثنا ونحن في الأجساد الممجدة، وقد صرنا ورثة معه.

هذه هي بعض عجائب "نعمة الله المخلِّصة"، وهذه هي أعمال سلطان الله حسب مشوراته ومقاصده التي بدون أي باعث فينا. وسنكون يوماً ما "لمدح مجد نعمته التي أنعم بها علينا في المحبوب" ( أف 1: 6 ). وما أسعد هؤلاء القائمين في نعمة الله الحقيقية ولهم اليقين بها، فهي من الله، ولا يمكن التمتع بها إلا على أساس الإيمان.

تشارلس ستانلي
Share
مقال اليوم السابق مقال اليوم التالي
إذا كان لديك أي أسئلة أو استفسارات يمكنك مراسلتنا على العنوان التالي WebMaster@taam.net